كشف رئيس قسم الأمراض الصدرية في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور هاني لبابيدي عن نية «المدينة» إنشاء مراكز متخصصة لدراسة أمراض النوم خلال الشهرين المقبلين. وأضاف ل«الحياة» أمس على هامش افتتاح مؤتمر «طب النوم 2010» الذي ينظمه قسم الأمراض الصدرية والعناية المركزة في مدينة الملك فهد الطبية بالتعاون مع المجموعة السعودية لأمراض النوم، أن الفترة المقبلة ستشهد أيضاً إنشاء مختبرات متخصصة بدراسة أمراض النوم لدى الأطفال والشباب وكبار السن في جامعة الملك سعود. وأكد أن 30 في المئة من فئة الشباب مصابون بأمراض اضطرابات النوم بحسب الدراسات التي أجريت عليهم أخيراً، مشيراً إلى أن هذه الأمراض تحدث لأي عمر ولا تقتصر على عمر محدد. ولفت إلى أن من أسباب أمراض النوم الرئيسية، النوم الزائد أو النوم المتقطع خلال الليل، وعدم تشخيص المرض باكراً حتى تتسنى معالجته، مضيفاً أن مسببات أمراض النوم إذا لم تعالج باكراً فمن الممكن أن تتسبب في مشكلات في القلب، وجلطات دماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم، مشيراً إلى أن هذا التخصص الطبي شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة، حتى غدت أمراض النوم تُصنّف تحت مواضيع الصحة العامة لارتباطها بأمراض شائعة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب شرايين القلب والدماغ. وقال: «كثير من الدول رصدت مبالغ ضخمة لدراسة هذه الأمراض في مجتمعاتها، فكوريا الجنوبية تجري دراسة على 200 ألف نسمة مع فحص نوم كامل، مصحوبة بدراسة جينية لتحديد نسبة أمراض النوم وارتباطها بالأمراض الأخرى، وفي إسبانيا أنشئت قاعدة معلومات موحّدة لجميع مختبرات النوم لدراسة التداعيات المرضية لأمراض النوم، كما أن دولاً كثيرة أدخلت في صلب قوانينها ضرورة إجراء فحوصات النوم لبعض فئات المجتمع كالملاحين الجويين وسائقي الشاحنات». وكان المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله العمرو افتتح المؤتمر بمشاركة عدد من الاختصاصيين المحليين والعالميين، مشيراً في كلمته إلى الدور الحيوي الذي يمثله النوم للجسد، المتمثل في إصلاح ما تلف من الخلايا واستعادة التوازن العصبي والنفسي. من جهته، طالب المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية والتدريب في «المدينة» فهد العتيق بالتركيز على علم أمراض النوم على رغم حداثته الزمنية، مشدداً على حقيقة أن النوم ليس مرتبطاً بالراحة فقط، بل بالوظائف الحيوية الأخرى المتعلقة بالجسم، مشيداً بفكرة تنظيم هذه الفعالية لمناقشة هذا الموضوع وتسليط الضوء على ما قد يترتب على الجسم من مشكلات صحية ونفسية وآثار ضارة على المجتمع جراء اضطراباته.