أقرت السلطات التركية بوجود «سماسرة» سوريين ومن جنسيات أخرى، لا ترغب في تحديدها، على الحدود التركية - السورية، لنقل القادمين من دول الخليج، الراغبين في الانضمام إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدة تصديها لهم بنشر قوات أمنية مكثفة. وكشفت عن سقوط عدد من هؤلاء السماسرة في أيدي الأجهزة الأمنية، وضبط بعض من يتواصلون معهم. وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء التركي طه كينتش، في تصريح إلى «الحياة»: «هناك عدد من الجهات تسعى إلى ضرب سمعة السياحة التركية، بنشر إشاعات السماح ل«الدواعش» بأن يوجدوا في الأراضي التركية لاختطاف العائلات السعودية». وأوضح كينتش أن عدد السياح في تركيا وصل إلى 40 مليون سنوياً، مشيراً إلى أن تركيا تعد من أكثر دول العالم التي تستقبل السياح. وقال: «إن بعض الجهات في دول أوروبا تريد أن تضع تركيا تحت مجهر الظن أو الاتهام من طريق السماح ل«الدواعش» بالمرور عبر الأراضي التركية». وتساءل: «هل ننظر إلى كل مواطن خليجي يصل إلى المطار على أنه مُشتبه به؟ هل من المعقول أن نضع كل سائح تحت الرقابة، أم نضع رجل شرطة مع كل شخص للتحقق من نواياه؟ أو نستحدث جهة لمراقبته؟ هل ننظر إلى شكل الإنسان أو ذقنه أو ملبسه، لمعرفة ما إذا كان «داعشياً» أم لا؟». وذكر مستشار رئيس مجلس الوزراء التركي أنه «على أية دولة، في حال معرفتها أن أحد مواطنيها ذاهب للانضمام إلى «داعش»، أن تلقي القبض عليه قبل خروجه من أراضيها، وقبل المطالبة بالإمساك به في تركيا»، مشيراً إلى أن تركيا تواجه اتهامات «غير مقبولة». ولفت إلى أن الحدود التي تربط تركيا بسورية تصل مساحتها إلى نحو 900 كيلومتر، موضحاً أن «تركيا تحترم كل سائح، ولا يمكن أن تشتبه به مباشرةً»، مؤكداً أن ذلك «ضد كرامة الإنسان». وأكد كينتش أنه لا صحة لما يتم تداوله، عن اختفاء أربع فتيات سعوديات في الأراضي التركية، تراوح أعمارهن بين 22 و28 عاماً، لافتاً إلى أن وزارتي الداخلية والخارجية لم يصلهما أي طلب في هذا الشأن، معتبراً أن ما تردد «مجرد خبر كاذب». وأوضح أن مثل هذه الأخبار لا يتم تداولها للمرة الأولى، وأن ذلك يحدث مع كل بداية إجازة في دول الخليج، إذ يعمد البعض إلى نشر مثل هذه الإشاعات في مواقع التواصل الاجتماعي بقصد تخويف الناس. وذكر أنهم في هذه الإجازة نشروا إشاعة الفتيات، فيما نشروا في وقتٍ سابق أن جماعات من «داعش» تختطف عائلات سعودية، وروج لذلك في شكل كبير، لكن لم تحظَ هذه الإشاعات بأي تصديق من الغالبية. وأبدى مستشار رئيس مجلس الوزراء التركي عدم معرفته إذا ما كان هناك رابط أو عدمه بين اندفاع عدد من أبناء دول الخليج للانضمام إلى تنظيم «داعش» في سورية، من طريق الأراضي التركية، وبين السعي إلى تخويفهم بإطلاق تلك الإشاعات، موضحاً أن تركيا أصبحت وجهة السياحة في دول الخليج وكثير من الدول الأوروبية.