ردت إسرائيل على مقتل الكسندر ليبوفيتش (64 سنة) قبل ثلاثة أيام في القدس جراء رشق سيارته بالحجارة، بإعلان بناء 364 وحدة سكنية جديدة في الحي الاستيطاني «راموت» في القدسالشرقيةالمحتلة، وبوعيد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو بإطلاق يد الجيش والشرطة للتعاطي بأشد درجة من الصرامة مع راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة. وكشفت تقارير صحافية أن نتانياهو طلب خلال جلسة المشاورات الطارئة التي عقدها مع أركان حكومته وقادة أذرع الأمن المختلفة مساء أول من أمس، من المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين المصادقة على تمكين الشرطة في القدس استخدام الوسائل التي يستخدمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، واستخدام القناصة للحد من ظاهرة رشق الحجارة بداعي أن الوسائل التي تستخدمها الشرطة و»الوحدات الخاصة» لتفريق متظاهرين (الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع) لم تعد تكفي لردع «مثيري الشغب». وأضافت أن نتانياهو ووزيري الدفاع والأمن الداخلي باتوا يؤيدون تغيير تعليمات إطلاق النار على متظاهرين في القدس لتكون مريحة لمستخدميها، أي تسهيل الضغط على الزناد، كما في الضفة. وقال نتانياهو خلال تفقده الموقع الذي قتل فيه الإسرائيلي، إن حكومته ستغير سياستها مع راشقي الحجارة «لأنه لا يمكن الإبقاء على الوضع الراهن»، وذلك من خلال منح الأدوات للجنود وأفراد الشرطة للتحرك بصرامة أشد ضد راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة (من الفلسطينيين)». وأضاف مهدداً: «نعلن هنا حرباً على راشقي الحجارة وقاذفي الزجاجات الحارقة والمشاغبين، هنا وداخل الخط الأخضر». وأعلن عزمه على «تشديد الغرامات في شكل كبير على القاصرين وعائلاتهم بهدف ردعهم هم أيضاً». ووجه نتانياهو تهديده لفلسطينيي الداخل أيضاً بالقول إن ظاهرة إلقاء حجارة لم تعد تقتصر على محاور الطرق في القدس أو في الطريق إليها إنما أيضاً في الجليل والنقب، «وهنا أيضاً سنغير سياسة محاربتنا هذه الظاهرة». وكرر نتانياهو القول إن إسرائيل تسعى إلى الحفاظ على «الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى المبارك)، لكن هذا الوضع ينتهكه كل الوقت محرضون ومثيرو شغب يتحصنون داخل المسجد ويتعرضون بتنكيل للمصلين والزائرين اليهود، وهذا ليس مقبولاً وسنقوم بمعالجة الأمر من خلال تعاون مع الأردن وليس فقط معها». من جهته، اتهم وزير الأمن الداخلي يغآل أردان حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية داخل «الخط الأخضر» بتصعيد متعمد في المسجد الأقصى. وأعلنت الشرطة في القدس أنها عززت عديدها ب800 عنصر إضافي جاؤوا من مناطق مختلفة، سيواصلون مع أفرادها الانتشار في محيط المسجد وأنحاء القدس طيلة أيام الأعياد اليهودية الممتدة على ثلاثة أسابيع. وذكّر مسؤولون في الشرطة بأن فترة الأعياد هذه تشهد سنوياً تصعيداً في العنف «بسبب معارضة المسلمين زيارة اليهود للجبل». وقال رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات مهدداً انه يجب تدفيع راشقي الحجارة ثمناً باهظاً، «ليعرف كل من يرمي حجراً أن دمه في رأسه، وأنه قد يدفع ثمناً شخصياً بإصابته، أو أن يجلس فترة طويلة في السجن». ودعا حزب «يش عتيد» المعارض الحكومة إلى استخدام «كل الوسائل لمحاربة الإرهاب في القدس».