غزة، بروكسل، الناصرة - «الحياة»، رويترز، أ ف ب، أب - وصف الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهرة بياناً أصدره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دان فيه «بشدة» استخدام جوازات أوروبية في عملية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح، بأنه «من دون أسنان». وقال «ان الوزراء الأوروبيين لم يدينوا جريمة الاغتيال واكتفوا فقط بإدانة استخدام الجوازات المزورة» مشيراً الى أن هذا سيغري «الاحتلال» لتنفيذ المزيد من هذا النوع من «الجرائم». ولم يصدر عن السلطة الفلسطينية اي تعليق. وجاء في البيان الأوروبي المقتضب، الذي اعتمده الوزراء خلال اجتماع في بروكسيل امس، «ان الاتحاد الأوروبي يدين بشدة استخدام جوازات سفر مزورة لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وبطاقات ائتمان تم الحصول عليها عبر سرقة هويات مواطنين أوروبيين». ولم يتطرق وزراء الخارجية الى مسؤولية اسرائيل في اغتيال المسؤول في حماس، على رغم اقتناع السلطات في دبي ان جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) هو الذي نفذ عملية الاغتيال. ورحب الوزراء بالتحقيق الذي تجريه السلطات الأمنية في دبي وحضوا الدول كافة للتعاون معها. وقال البيان ان واقعة الاغتيال أثارت قضايا «مقلقة للغاية» وانتهكت حقوق مواطنين. وقال ديبلوماسيون اوروبيون لوكالة «رويترز» ان عدم الإشارة الى اسرائيل في البيان «يعود الى فقدان اي ادلة حسية عن دورها في الجريمة». واعتبروا (الديبلوماسيون) البيان «زيادة للضغوط عليها (اسرائيل) بعدما استدعى وزراء خارجية بعض دول الاتحاد السفراء الإسرائيليين المعتمدين في دولهم لاستيضاحهم أسباب استخدام الجوازات الأوروبية المزورة في اغتيال المبحوح. ولا تزال اسرائيل تصر على ان لا دليل لدى سلطات دبي على اشتراك عملاء اسرائيليين في اغتيال المسؤول الفلسطيني لكنها لم تُصدر نفياً ولا تأكيداً عن مشاركة «موساد» في الجريمة. وأعاد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان امس تأكيد موقف حكومته القائل على ان لا ادلة على ان اسرائيل ضالعة في اغتيال المبحوح. وقال، في بيان صدر في القدسالمحتلة، ان «لا شيء يُثبت ضلوع اسرائيل في قتل قيادي حركة حماس في دبي» ولم يعلق الوزير على بيان الاتحاد الأوروبي. وجاء البيان الأوروبي وفق ما توقعته صحيفة «هآرتس» التي ذكرت أن البيان الأوروبي سيستنكر استخدام جوازات السفر الأوروبية في عملية اغتيال المبحوح، «إلا أنه لن يذكر إسرائيل بالاسم، ولن يحمّلها المسؤولية عن العملية». من جهتها، نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية عن ديبلوماسي اوروبي قوله إن «فضيحة الجوازات» ستُضر بالعلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، المتضررة أصلاً على خلفية الانتقادات الأوروبية لإسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة أواخر العام قبل الماضي. وكان ليبرمان قال أول من أمس إن «إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط موجودتان حالياً في لحظة مصيرية، ونحن نتابع عن كثب التطورات الخاصة بأزمة الملف النووي الإيراني وبنزاعات أخرى في المنطقة». وكان وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس قال قبل اجتماع الوزراء الأوروبيين ان استخدام جوازات سفر مزورة في اغتيال المبحوح «مثار قلق لجميع أعضاء الاتحاد». وأضاف «يساورنا قلق بالغ من أن جواز السفر الذي هو وثيقة شديدة الصرامة ووثيقة قانونية يمكن استخدامه بأسلوب مختلف ولغرض مختلف». وقال «سنناقش هذا وآمل أن نصدر بياناً نعبر فيه عن قلقنا.» وقال وزير خارجية النمسا مايكل سبيندليجر «لا أريد أن أردد مزاعم ضد اسرائيل... على أي أساس يمكنني أن أقدم على هذا». وأضاف «لا أرى مبرراً يؤكد أن هذه كانت واقعة اغتيال حقاً وأن الحكومة الإسرائيلية ضالعة فيها. كل هذه افتراضات من دون دليل». ونشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في صفحتها الأولى أمس صورة عن الفاتورة التي دفعتها نائب قائدة المجموعة التي نفذت اغتيال المبحوح «جيل بوليارد» لفندق الجميرة في دبي بمبلغ 1820 درهماً، شملت كلفة الإقامة ليلة واحدة ووجبة عشاء خفيفة، وإقامة في الفندق 15 ساعة الذي غادرته قبل خمس ساعات من العملية إلى فندق آخر حيث وضعت شعراً مستعاراً واستبدلت ملابسها تمهيداً للمشاركة في العملية. ولم تشر الصحيفة إلى أن «جيل» هي عميلة «موساد»، لكن جاء في العنوان الرئيسي إلى جانب صورة جيل والفاتورة: «يلاحقون عملاء موساد». وكشفت الصحيفة إغلاق مكتب العميل الآخر في مدينة هرتسليا شمال تل أبيب، ميخائيل بودنهايمر الذي ورد اسمه في القائمة (وكان استصدر جواز سفر ألمانياً بشكل رسمي). وأضافت أن اليافطة باسم العميل التي كانت في مدخل بناية المكاتب حيث مكتبه أزيلت الليلة قبل الماضية.