سان دييغو (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب - يخلّف الفقر آثاراً بيولوجية عميقة ودائمة لدى الاطفال الصغار تجعلهم عرضة لمشاكل صحية عندما يبلغون سن الرشد. وجاء في دراسة أشرف عليها الأميركي غريغ دونكان أن الفقر يُعدل في شكل جذري البيولوجيا العصبية للطفل الصغير، وقد يؤثر في مسار حياته كلها. وقال: «لاحظنا ان الاطفال الذين يكبرون في وسط فقير يتفاعلون مع الضغط النفسي في شكل مبالغ به، وقد قسنا ذلك من خلال دراسات هورمونية وعصبية من خلال مسح الدماغ بالسكانر ومن خلال التحاليل الجينية حديثاً». وتظهر التأثيرات البيولوجية المرتبطة بصحة الأطفال الذين يعيشون في البؤس على نطاقات مختلفة، بما في ذلك وظائف بيولوجية أساسية ومسارات محددة للدماغ، وحتى الآلية التي تنشط الجينات وتعطلها. وقاس دونكان العواقب الاجتماعية - الاقتصادية لهذه الآثار العصبية - البيولوجية للفقر، محللاً عائدات ومدة عمل 1589 بالغاً ولدوا بين 1968 و1975. وشمل التحليل دائرة واسعة من المعطيات، بينها مستوى التعليم والعائدات وعدد ساعات العمل والاستفادة من البطاقات الغذائية ومساعدات اجتماعية اخرى وإن كانت الام عازبة ام لا. وأخذ في الاعتبار ايضاً الوضع الصحي والسجل القضائي. وأظهرت الدراسة ان ارتفاعاً قدره ثلاثة آلاف دولار سنوياً في عائدات العائلات الفقيرة من خلال مساعدات عامة عندما يكون الطفل دون سن الخامسة، ينعكس ارتفاعاً بنسبة 17 في المئة في عائدات هذا الاخير عندما يصبح راشداً.