بدأت في البصرة امس فعاليات مهرجان المربد الشعري وسط حضور عربي ومحلي، واحتياطات أمنية واضحة. واطلق اسم وكيل وزارة الثقافة كامل شياع الذي اغتيل العام الماضي على مربد هذا العام. واتفق منظمو المهرجان على تقليص ايام انعقاده الى يومين فقط لتجنب اختتامه بالتزامن مع ذكرى ولادة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وجاء هذا الاتفاق بعد التصريحات التي أدلى بها وكيل وزارة الثقافة الاقدم جابر الجابري الذي وصف دورة المهرجان الحالية بانها «بعثية بامتياز»، في اشارة الى تزامن ختامه مع ذكرى ميلاد صدام في 28 نيسان (ابريل) الجاري. وكان ادباء وشعراء مدينة البصرة عقدوا مؤتمرا صحافيا السبت للرد على تصريحات الجابري التي اعتبروها «دعوة مجانية للقتل». وأطلق مهرجان المربد الشعري اوائل الثمانينات من القرن الماضي إحياءً للمهرجان التاريخي الذي كان يعقد في البصرة. وشارك في دورات سابقة منه شعراء كبار مثل محمود درويش ونزار قباني. وافتتح مهرجان هذا العام شاعر البصرة كاظم الحجاج الذي أهدى قصيدته إلى المحافظ الجديد شلتاغ عبود. وصفق الحضور طويلا لكلمات الحجاج وهو ينشد بجرأة: «السكّيرون الشعبيون يسمون الحانة أو البار (ماي خانة) يموهون الخمرة بالماء من أجل التقية ربما. ونحن كنا نمازح أغنية عفيفة أسكندر ونحن نشرب الخمرة. هيا بنا نسكر ... .جرجس ينتظر. مزتنا عامرة وخسنا أخضر. لكن، كنا يومها طلابا في كلية الشريعة - جامعة بغداد وفي الأعظمية». واستمرت القصيدة التي كانت تذكر بأن لكل العراقيين حق العيش في هذه البلاد حتى أولئك الذين يراهم رجال الدين بعيدين عن القيم. واعتبر الحضور افتتاح المربد بقصيدة الحجاج التي تعارض التشدد الديني رسالة واضحة وجهها المثقفون الى الاستخدام السياسي للدين لتضييق الحريات.