أيام قلائل على بدء موسم حجٍ يأتي متزامناً هذا العام مع محاولات وزارة الصحة زيادة إجراءاتها الوقائية، للحد من الانتشار الأخير لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المسببة لفايروس «كورونا»، التي سجلت تزايداً في تعداد حالاتها خلال الشهر الماضي في منطقة الرياض تحديداً، وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية من هذا التفشي، في ظل توافد ما يزيد على مليون حاج من خارج المملكة إلى مكةالمكرمة لتأدية مناسكهم. ولاتزال وزارة الصحة تحاول على مدى ثلاثة أيام حل لغز «الفايروس»، الذي أودى بحياة 521 شخصاً في السعودية منذ بدء تسجيل الحالات في حزيران (يونيو) 2012، إذ تسعى الوزارة، بحسب تأكيدات مسؤولين فيها، لمحاصرة الفايروس. وكشفت تقارير صادرة عن وزارة الصحة، عن استعدادات كبيرة للوزارة في مجال مكافحة العدوى خلال حج العام الحالي، لافتة إلى أن الوزارة بدأت التنسيق مع مديريات الشؤون الصحية في الدول التي سيفد مواطنوها إلى المملكة لأداء فريضة الحج، بهدف التأكد من أخذهم اللقاحات الطبية اللازمة التي تعتمدها الوزارة، إضافة إلى التنسيق في إدارات المنافذ للتأكد من إعطاء تلك اللقاحات لمن لم يتلقوها في دولهم. وأوضح وزير الصحة السعودي المهندس خالد الفالح، في مؤتمر صحافي عُقد أخيراً في الرياض، أن صحة الحجاج ستكون لها الأولوية خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن وزارته حريصة على التعامل مع جميع الحالات بجدية، في الوقت الذي سيتم فيه التعامل من فرق مكافحة العدوى مع حالات الاشتباه بالأمراض المعدية بكل دقة، مشدداً على أن وزارة الصحة تولي محاصرة كورونا وعدم تفشيه أولوية قصوى. وبدأت جهات حكومية في السعودية ترتيب أولوياتها في التعاطي مع كورونا في موسم الحج، من خلال استصدار الصحة فتوى من المفتي العام للمملكة بمنع دخول الإبل (المسبب الرئيس للإصابة بالفايروس) - بحسب وزارة الصحة - من الدخول إلى مناطق الحج، واستبدال الغنم والبقر بها في مناسك الأضحية والهدي، فيما شددت وزارة الشؤون البلدية والقروية إجراءاتها على المسالخ خصوصاً في موسم الحج، بهدف تفادي أية حالات جديدة. وتزامناً مع موسم الحج أطلقت وزارة الصحة، ممثلة بالوكالة المساعدة للصحة الوقائية، حملة توعوية للحد من الأمراض المعدية، بشعار: «لحج صحي وآمن» تضمنت إعداد ونشر كثير من المطبوعات التوعوية لكل من حجاج الداخل والخارج بأكثر من لغة، شملت رسائل تثقيفية عن فايروس «كورونا» وأمراض الكوليرا وحمى الضنك والحمى الشوكية، موجهة إلى الحجيج، وأخرى للكادر الصحي، وحوت المطبوعات معلومات تتعلق بأعراض الأمراض ومضاعفاتها، وآلية اكتشافها وسبل الوقاية منها، إضافة إلى الإجراءات التي يجب اتباعها حال الإصابة بالمرض. وشدد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور عبدالله عسيري في بيان صحافي، أهمية التقيد بالإرشادات الصحية، للحد من انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المسببة لفايروس «كورونا» والأمراض التنفسية الأخرى، مؤكداً أهمية المداومة على غسل اليدين بالماء والصابون أو المواد المطهرة، وخصوصاً بعد السعال والعطاس، واستخدام المناديل عند السعال أو العطاس، والتخلص منه في سلة النفايات، وتجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، وكذلك تجنب الاحتكاك المباشر بالمصابين، وعدم مشاركتهم أدواتهم الشخصية، ولبس الكمامات، وخصوصاً في أماكن الازدحام، والابتعاد عن أماكن تجمع الإبل، وتجنب الاحتكاك المباشر بها، إضافة إلى عدم شرب حليب الإبل غير المغلي أو المبستر أو لحوم الإبل غير المطبوخة جيداً.