في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس اللجنة الفرعية السعودية للطب النفسي في المنطقة الغربية والشمالية الدكتور سهيل خان أن الإحصاءات الرسمية تدل على أن قضايا استغلال الأطفال جنسياً «ضئيلة»، عزا خان ضآلتها الى «عدم الإبلاغ عن الجريمة بسبب الخوف من الفضيحة أو من المعتدي، الذي غالباً ما يكون فرداً من أسرة الضحية كالعم أو الأخ الأكبر او احد الجيران». ويوضح خان الحالات النفسية أن المعتدي غالباً ما يكون شخصاً يعاني من عقد نفسية، «ولديه إحساس بعدم الثقة في نفسه وعدم الثقة في إقامة علاقات جنسية شرعية سوية»، مشيراً إلى أن معظم الحالات وجد فيها أن المعتدي ضحية اعتداء جنسي طفولي سابق، «وهو ما يجعله يجأ للأسلوب نفسه كنوع من تفريغ الكبت والانتقام لذاته ليشعر بتفريغ العقدة عبر إلحاقها بالآخرين». ويضيف: «يعاني نسبة من المعتدين من ظروف اجتماعية، كتفكك أسرهم أو تعاطي المخدرات، أوكثرة مشاهد الأفلام الإباحية، مع عدم قدرته على تفريغ طاقته، وهو ما يدفعه إلى السيطرة على شخص صغير وضعيف لتفريغ شحناته». ويلفت خان إلى أن بعض الحالات يتضح من خلالها أن المستغل يعاني من اضطرابات في الشخصية، كأن يكون ذا شخصية «سادية»، تشعر بعداء تجاه المجتمع، وتستمتع بإلحاق الأذى بالآخرين، مؤكداً أن المعتدي في جميع الأحوال مسؤول ومحاسب عن جريمته. ويوضح الدكتور خان أن الجاني في كل الأحوال ليس له علاج «عقاقيري»، لكنه يخضع لعلاج نفسي وسلوكي ومعرفي وشخصي مكثف، مؤكداً أن ممارسة الجنس مع الأطفال يعتبر جريمة في جميع الأديان والقوانين.