فشلت روسياوالولاياتالمتحدة أمس في إيجاد «رؤية مشتركة» حول أوكرانيا، عشية استفتاء تنظمه شبه جزيرة القرم غداً في شأن انضمامها إلى موسكو تعهَّدَ الغرب الامتناع عن الاعتراف بنتائجه. وأعلنت موسكو اعتراض طائرة استطلاع أميركية بلا طيار حلّقت فوق القرم، مشيرة إلى «قطع الاتصال بينها وبين مراكز توجيهها الأميركية»، أتى ذلك بعد تنفيذ سلاح الجو الروسي تدريبات فوق البحر الأبيض المتوسط.(راجع ص 8). الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب عن «أمله بإيجاد تسوية سياسية»، مستدركاً أن ثمة «تداعيات إذا ما استمر انتهاك سيادة أوكرانيا». في المقابل، ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي، أن استفتاء القرم «يتفق تماماً مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة». ودامت جلسة المحادثات بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري 6 ساعات في لندن أمس. وفي انعكاس للهوة بين الأميركيين والروس في شأن أوكرانيا، عقد كل من الوزيرين مؤتمراً صحافياً منفصلاً. وقال لافروف بعد اللقاء إن «لا رؤية مشتركة» بين موسكو وواشنطن حول الوضع في أوكرانيا، مستدركاً أن «الحوار كان بنّاءً». وأضاف أن بلاده «ستحترم رغبة سكان القرم» خلال الاستفتاء. وزاد: «لا مخطط لدى روسيا لاجتياح جنوب شرقي أوكرانيا بحجة حماية حقوق الروس والمجريين والبلغار والأوكرانيين». وأكد أن القرم «أكثر أهمية بالنسبة إلى موسكو من جزر فوكلاند بالنسبة إلى بريطانيا أو جزر القمر بالنسبة إلى فرنسا»، وزاد: «يدرك شركاؤنا أن للعقوبات نتائج عكسية، و(كيري) لم يهدد روسيا» بعقوبات. في المقابل، وصف كيري محادثاته مع لافروف بأنها «مباشرة وصريحة»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لن يعترفا بنتائج الاستفتاء «غير الشرعي» في القرم. وأضاف أن نظيره الروسي «قال في شكل واضح إن الرئيس بوتين ليس مستعداً لاتخاذ قرارات تتعلق بأوكرانيا، إلا بعد الاستفتاء». وأعرب عن «قلق عميق إزاء نشر قوات روسية ضخمة في القرم وعلى الحدود الشرقية»، محذراً موسكو من «رد أكثر قوة» إذا صعّدت التوتر في أوكرانيا أو هددت شعبها. وفي أقوى تلويح منذ اندلاع الأزمة باحتمال توسيع تدخلها العسكري إلى الأقاليم الشرقية في أوكرانيا، تعهدت موسكو «الدفاع عن المواطنين الروس في أوكرانيا»، إذ اعتبرت الخارجية الروسية أن «التطورات في مدينة دونيتسك (شرق) أظهرت أن السلطات في كييف لا تسيطر على الوضع». وكان شخص قُتل في المدينة أثناء اشتباك بين متظاهرين مؤيدين لكييف وآخرين مؤيدين لموسكو. إلى ذلك، ذكر رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف أن 15 ألف عسكري سيضمنون حماية أمن الإقليم خلال الاستفتاء غداً، معلناً إغلاق الأجواء أمام خطوط الطيران، باستثناء الرحلات الآتية من روسيا. وأضاف أن معطياته تفيد بأن نسبة الاقتراع ستبلغ 80 في المئة، وأن 82 في المئة من سكان القرم سيؤيدون الانضمام إلى روسيا. ورجّح أن تستغرق عملية انضمام الإقليم إلى روسيا «سنة على أبعد تقدير»، سيعيش خلالها «مرحلة انتقالية» بعد الاستفتاء الذي تبدو نتائجه محسومة. في غضون ذلك، أعلن وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف، أن بلاده «ستخصص نحو 90 مليون دولار شهرياً لدعم موازنة جمهورية القرم، بصرف النظر عن نتيجة الاستفتاء». وأضاف أن سلطات القرم طلبت بليون دولار مساعدات ستُوزّع على دفعات شهرية، كما ستقدم موسكو نحو 5 بلايين أخرى على شكل مشاريع استثمارية.