أتت من إندونيسيا لتعمل «عاملة منزلية» عند أسرة سعودية، لكن من جاءت للعمل عندهم تركوها، بعد وفاتهم جميعاً في حادثة مرورية، ليكتب لها القدر وحيدة الحياة، لكنها لم تشعر بالسعادة لذلك، لأنها لا تزال راقدة منذ نحو عام في مستشفى الرس العام. شخصّت حال «بيونامين» (28 عاماً) حين وصلت إلى المستشفى بعد الحادثة بضربة شديدة في الرأس، والإصابة بشلل رباعي أقعدها عن الحركة، ما استدعى حينها تنويمها في العناية المركزة، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها، حتى تجاوزت مرحلة الخطر، ونقلت إلى قسم الجراحة الذي توجد فيه حالياً، وكل ماتحتاج إليه حالياً هو تقديم العناية التمريضية والسريرية وتغذيتها عبر أنبوب التغذية. وفضلاً عن الشلل الذي ابتليت به، تعاني بيونامين من مشكلة أخرى، إذ لم يسمح لها بمغادرة البلاد حتى الآن، لوجود مستحقات مالية لها، جراء تعرضها للحادثة وتحمّل الطرف الآخر مسؤولية الحادثة، ذلك أن الحقوق الخاصة بها نتيجة تعرضها للحادثة المرورية لا تزال منظورة لدى المحكمة التي عقدت جلسات عدة بشأنها، ومعلوم أن النظام لا يسمح بسفر الوافد عندما تكون له قضية منظورة، أو له مستحقات مالية متبقية. ونشرت صحف إندونيسية تصريحات لزوج بيونامين، طالب خلالها باستعادة زوجته التي تعاني من حال غيبوبة ولا تزال تحت الرعاية الطبية. وكانت الخادمة الناجية الوحيدة من حادثة سيارة كانت تقلها مع أسرة مخدوميها الذين لقوا حتفهم جميعاً باستنثائها، إذ تم تنويمها في مستشفى الرس في منطقة القصيم منذ نحو عام. وقال الزوج المكلوم: «نحاول إعادتها إلى إندونيسيا من أجل علاجها محلياً عن طريق الاستعانة بالجهات القانونية الرسمية والمختصة بالدفاع عن حقوق العاملين في الخارج بعد فشل الطرق الأخرى». وكانت الوكالة التي قامت بتوظيف العاملة في السعودية بذلت محاولات من أجل إعادتها إلى إندونيسيا، إلا أن محاولاتها لم تفلح وأبلغت زوجها بعجزها عن ذلك. وقال منسق فرع سنجار في إدارة الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين فهيم عارف: «سنبذل جهوداً كبيرة من أجل استعادة بيونامين في أسرع وقت ممكن وسنضمن حصولها على حقوقها النظامية كاملة».