انتهى الأسبوع الماضي بخبر القبض على رجل منسوب للهيئة على ما يبدو، على رغم أن الأخبار تفاوتت من كونه عضو هيئة إلى مراسل هيئة إلى حارس هيئة إلى غيره، بغض النظر عن موقع الشخص أو مجال عمله، خطؤه هو جمعه بين ست زوجات في عين العدو مرة واحدة، وتبريره عدم علمه أو معرفته بحرمانية ذلك، أو بعدم جوازه شرعاً، وقرأنا أنه سيخضع لعقوبة شرعية جراء صنيعه أو عدم معرفته جلد وحبس بحسب الأخبار الأخيرة، وإلزامه بحفظ جزأي عم وتبارك، ومنعه من تولي إمامة المساجد والخطابة فيها، وبعيداً عن كون الرجل يعرف أو ما يعرف، فليست هذه مشكلتنا، مشكلتنا كيف استطاع فعلياً فعل ذلك؟ وكيف تزوّج بهذا العدد الكبير من النساء من دون أن يعلمن هن أو أسرهن وضعه الحالي بكونه متزوجاً ومعدداً ومكتمل النصاب؟ وعليه فإنني أطالب بعدم عقد قران أي رجل إلا بعد الاطلاع على برنت من الأحوال الشخصية يوضح حاله الاجتماعية الراهنة، وهذا المطلب يتطلب ويستلزم أن تُحدّث المعلومات آلياً فور حدوثها، مثل الطلاق والزواج والتبليغ بالمواليد الجدد والوفاة وغيرها، ووضع غرامات على أي مواطن لا يقوم بتحديث بياناته، ومن المفترض أن الإعلان عنها يكون عن طريق الصحف والإعلانات في الإذاعة والتلفزيون وأماكن العمل وغيرها! وكل هذا من أجل عيون «واحد ما... يعرف»، ومنعاً للنساء من الوقوع في مصائد الزواج الموقت! عودة إلى منع الرجل من الإمامة والخطابة، فسؤالي مرتكز هل كان يخطب ويؤم الناس وهو ما يعرف أبسط المعلومات، ولا يملك إلا الشهادة الابتدائية، لأن المنع لن يأتي بحسب تصوري من فراغ، إما أنه كان يخطب ويؤم، وإما أنه كان ينوي ذلك، وإما أننا نسمح بأن يتولى الخطابة والإمامة والإفتاء رجل لا يعرف؟ ولا أعلم هل هي مصادفة أن تطرح في الأسبوع نفسه دراسة عن استقرار الوضع النفسي للنساء، خصوصاً الزوجة الأولى بعد استكمال عدد الزوجات أربع فقط، وتجاهل الخبر لماذا تستقر حالهن؟ ولماذا لا يعد زواجه الثالث مؤلماً، ولا يعد الرابع غريباً أيضاً؟ وتعليقي هو أن الزوجة الأولى تتألم عندما تعلم مصادفة بزواج زوجها، لأنها تسقط زواجه على نفسها بأنها قصّرت في واجباتها أو لم تعد تملأ عينه وقلبه، ثم ترتاح قليلاً ويزول الألم ندماً يتزوج الثالثة، لأن في زواجه الثالث إجابة على تساؤلاتها ورداً لاعتبارها كأنثى بأن العيب لم يكن فيها منذ البداية، وعندما يتزوّج الرابعة ترتاح تماماً، وربما تنساه هو أيضاً في خضم رد اعتبارها مرتين، نعود للزوجة الثانية التي لن تتألم كثيراً بحسب توقعي، لأنها تزوّجت منذ البداية برجل متزوج، فالأمر ليس غريباً عليها، أما شعور الثالثة والرابعة، فأنا سأقتبس إجابة الرجل أعلاه نفسها، لأنني شخصياً «ما... أعرف»! [email protected]