أعلن مسؤولون أميركيون أمس (الجمعة) مقتل المتطرف الفرنسي دافيد دروغون في تموز (يوليو) الماضي في غارة لقوات الائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، الأمر الذي أكده أيضاً قيادي في «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية. ووُصف دروغون بأنه قيادي أساسي في «مجموعة خراسان» التي تنشط في سورية، والتي يعتبرها مسؤولون أميركيون مجموعة خطيرة تخطط لشن هجمات في الولاياتالمتحدة ودول غربية أخرى. وسبق أن أعلنت مصادر أميركية مقتل الفرنسي المعروف بمهارته في استخدام المتفجرات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 قبل نفي الخبر بعد بضعة أسابيع. وبدت المصادر هذه المرة حازمة في تأكيداتها، إذ قال مسؤول أميركي أمس طالباً عدم كشف اسمه «من المؤكد أنه قُتل»، وذكر آخر أن ثمة «احتمال كبير جداً بأن يكون المتطرف الفرنسي قُتل». وأكد قيادي في «جبهة النصرة» مقتل دافيد دروغون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مرفقاً تغريداته بصورة قديمة لدروغون ومشيراً إلى أنه سبق أن نجا من غارة للائتلاف قبل عام في منطقة إدلب في سورية. ورفض مصدر في أجهزة الاستخبارات الفرنسية تأكيد الخبر أو نفيه. قال باتريس والد دافيد دروغون في فرنسا "لم يردني أي شيء من الحكومة الفرنسية"، مضيفاً "انها ثالث عملية قصف تستهدفه". ووصف باتريس مسار ابنه بأنه «غير مفهوم»، مؤكداً أن «الأميركيين سينالون منه عاجلاً أم آجلاً». واعتنق دافيد دروغون المولود عام 1989 الإسلام في الثالثة عشرة من العمر، فيما كان والداه ينجزان معاملات الطلاق. وانتسب إلى مدارس قرآنية في مصر، ثم عاد إلى فرنسا في مطلع عام 2010، وسلك طريق التطرف متوجهاً إلى المناطق القبلية الباكستانية، وتدرب على استخدام المتفجرات وصنع القنابل، ثم انتقل إلى سورية. واعتبر مدير «الاستخبارات الوطنية الأميركية» جيمس كلابر قبل عام أن "مجموعة خراسان" تشكل «خطراً من النوع نفسه» الذي يشكّله تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على الولاياتالمتحدة. وأشارت المصادر إلى أن دروغون كان متخصصاً في المتفجرات «غير المعدنية» التي يمكن نقلها إلى الطائرات لتفجيرها، موضحة أن الضربة التي أدّت إلى مقتل دروغون كانت تستهدفه مع قادة آخرين من «مجموعة خراسان»، كانوا برفقته. ويواصل ائتلاف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة منذ أكثر من سنة قصف أهداف في كل من سورية والعراق لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».