عندما تأتي الأندية الكبيرة بمشاهير المحترفين الأجانب بملايين الدولارات من فئة الخمس نجوم، فإنها حتماً ستجني الفائدة الحقيقية من وجود مثل هذه النوعية النادرة من اللاعبين، وفي نادي الهلال تحديداً جلبت إدارة النادي بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد المحترف السويدي العالمي كريستيان ويلهامسون (30 عاماً) في بداية الموسم الرياضي الماضي في صفقة كروية لاقت أصداءً عالمية، نظراً لشهرة اللاعب الواسعة في الدوريات الأوروبية، ولكونه واحداً من أبرز وأميز لاعبي منتخب بلاده، وتفاجأ الوسط الرياضي عند إبرام الصفقة بحجم المردود المادي الذي وصل الى 56 مليون ريال، ولكن أداء اللاعب الراقي ومستواه الفني الرائع أنسى الهلاليين ملايين الصفقة، وجعلهم يطالبون بشدة بالحفاظ على اللاعب مهما كلف الأمر، وهو ما فعلته إدارة النادي التي جددت عقده الاحترافي قبل شهرين وأنهت مهمة استمراره مع «الزعيم» لأعوام مقبلة. وواصل الداهية الكروية السويدية كريستيان ويلهامسون للعام الثاني على التوالي تقديم مستوياته الأدائية المبهرة، وتسجيل حضوره الفني اللافت وإسهامه في تحقيق الانتصارات لمصلحة فريقه وحصد البطولات والإنجازات الكروية، وآخرها أول من أمس أمام الأهلي في الرياض، عندما لعب ويلي دوراً مهماً في إعادة فريقه إلى أجواء اللقاء بعد خسارة الشوط الأول وإحرازه اللقب، إذ نجح في تسجيل هدف التعادل بعد تمريرة ياسر القحطاني الانتحارية، وهيأ كرة الهدف الثاني الذي أحرزه البرازيلي نيفيز، وكان ويلي قاد الهلال إلى تحقيق الانتصار في أصعب وأشرس مواجهات الفريق أمام النصر في دور الثمانية بعد إحرازه هدف الفوز في الشوط الإضافي الثاني، محترف أوروبي حقيقي من طراز فريد، يتطور فناً وإبداعاً وإمتاعاً من لقاء لآخر، ويقدم دروساً مجانية لأجيال الكرة في كيفية المحافظة على الموهبة وصقلها يوماً بعد يوم. وسطّع الطائر السويدي الأشقر ويلهامسون المولود في 28 كانون الأول (ديسمبر) 1979 في سماء النجومية، ونجح نجاحاً باهراً في تجربته الاحترافية في الملاعب السعودية، وسخّر خبرته الميدانية العريضة في الملاعب الأوروبية العالمية لخدمة «الزعيم» وحصده المزيد من الألقاب الذهبية، وأسهم اللاعب بلمساته الفنية المثيرة وتحركاته الخطرة وسرعته الهائلة، ومجهوده الخرافي وأهدافه الجميلة في أن يصنع الفارق لمصلحة فريقه، ويرسم الابتسامة دائماً وأبداً على محيا الجماهير الهلالية الكبيرة التي باتت تردد اسمه كثيراً في المدرجات خلال لقاءات الفريق. ويتمتع صانع الألعاب المبدع ويلي بموهبته الكروية الرائعة، وقدرته الفائقة على الانضباط التكتيكي في أرض الميدان وذكائه ودهائه الذي قلّما تجده في بقية المحترفين الأجانب في الأندية المحلية، وسبق له أن خاض تجربة الاحتراف في أشهر وأكبر الأندية العالمية، اذ لعب في صفوف أندرلخت البلجيكي ثم نانت الفرنسي ومنه إلى روما الإيطالي وبولتون الانكليزي وديبورتيفولاكورونيا الاسباني ثم عاد إلى نانت الفرنسي، ليشد الرحال أخيراً إلى الدوري السعودي ويستقر في نادي الهلال في صيف العام قبل الماضي.