دوشنبه - رويترز – أعلن المبعوث الاميركي الى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك الذي ينفذ جولة سريعة تشمل خمس دول في منطقة آسيا الوسطى، أن تنظيم «القاعدة» يسعى الى التسلل إلى آسيا الوسطى من اجل تدريب متشددين وإشاعة اضطرابات في المنطقة التي شكلت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق. وقال خلال زيارته طاجيكستان: «أعتقد بأن التهديد الحقيقي في المنطقة ليس مصدره طالبان بل القاعدة التي تدرب إرهابيين دوليين. ويقلق ذلك الولاياتالمتحدة وكل دول المنطقة وبينها باكستان والصين والهند». ويخشى الغرب تهديد استقرار المنطقة التي يمثل المسلمون غالبية سكانها، وتسيطر عليها حكومات علمانية لكن مستبدة. ويرى محللون أن تيارات التشدد الاسلامي قد تمتد إلى قلب آسيا الوسطى من دولة أفغانستان القريبة. ويعتبر استقرار المنطقة الغنية بالموارد والتي تمتد بين الصين وروسيا وأفغانستان مهماً بالنسبة الى الغرب، لأن طريقاً جديداً لإمداد عمليات الحلف الاطلسي (ناتو) في أفغانستان يمر في قلب آسيا الوسطى. وتريد جماعة التشدد المحلية الرئيسة في المنطقة، والتي تعرف باسم حركة «أوزبكستان الاسلامية» اطاحة القادة العلمانيين في آسيا الوسطى في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي وفرض الحكم الاسلامي. ويقول محللون للشؤون الامنية إن «مقاتلي الحركة اضطروا إلى مغادرة المنطقة بعدما انتهت الحرب الاهلية في طاجيكستان خلال التسعينات من القرن العشرين، وفروا إلى مناطق قبلية مضطربة في باكستان حيث يعتقد بأن قيادتها أجرت اتصالات بتنظيم «القاعدة». ويعتقد بأن مقاتلي حركة أوزبكستان الاسلامية عادوا الآن إلى آسيا الوسطى من اجل اشاعة اضطرابات في منطقة أضعفتها أزمة مالية بدأت قبل وقت طويل، ويشعر الناس فيها بالإحباط بسبب تنامي الفقر. وفي أوزبكستان، اكبر دول المنطقة على صعيد عدد السكان وأكثرها تنوعاً في الأعراق، ابلغ الرئيس إسلام كريموف المبعوث الاميركي انه يتوق الى العمل عن كثب مع الولاياتالمتحدة في شأن أفغانستان. وتحسنت العلاقات بين أوزبكستان التي تعرضت لانتقادات بسبب انتهاكات لحقوق الانسان، والولاياتالمتحدة خلال السنوات الاخيرة، مع نقل واشنطن بؤرة الاهتمام في علاقتها مع طشقند الى قضايا الامن. وتشكل أوزبكستان حالياً جزءاً من طريق جديد لنقل امدادات إلى قوات الحلف الاطلسي في أفغانستان، وتنتقد الدول الغربية نادراً سجلها لحقوق الانسان. وأغضب الاتحاد الاوروبي جماعات دولية لحقوق الانسان حين رفع العام الماضي عقوبات فرضها على أوزبكستان بعد قمع قوات أوزبكية محتجين بعنف عام 2005.