كابول، امستردام، واشنطن - أ ف ب، رويترز – أعلنت قوات الحلف الاطلسي (ناتو) أمس، مع دخول عملية «مشترك» في منطقة مرجه بولاية هلمند اسبوعها الثاني، ان 400 شرطي سينتشرون وسط المنطقة، في اطار المرحلة الاولى من فرض الوجود الحكومي في هذا الموقع الذي تسيطر عليه حركة «طالبان» منذ سنتين. وأكدت قيادة الحلف ان رجال الشرطة الافغان مدربون جيداً لتنفيذ مهمة الانتشار، في وقت وصلت الى مرجه جرافات وآليات مضادة للالغام وشاحنات تنقل معدات بناء، من اجل بدء تشييد قاعدة عسكرية جديدة في البلدة. واشار الكابتن ابراهام سيبي الناطق باسم مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في هلمند الى وجود جيوب مقاومة شرسة في المدينة، و «لا شك في اننا سنواجه تهديداً كبيراً بسبب الالغام اليدوية الصنع». وقتل جندي اجنبي امس، اعتبر ال12 الذي يقتل في العملية، لكن الحلف الاطلسي أكد ان الوضع العام «ايجابي»، فيما دعا الرئيس الافغاني حميد كارزاي الذي بدا متحفظاً جداً منذ بدء الهجوم، الى «استمرار المعركة ضد الارهابيين والذين يمنعون السلام في البلاد». على صعيد آخر، انهارت حكومة رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي الائتلافية بعدما أخفق أكبر حزبين في الاتفاق على سحب ألفي جندي هولندي من أفغانستان، ما يضمن تنفيذ الاجراء هذه السنة التي ستشهد انتخابات برلمانية جديدة. وقال بالكينيندي زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي الذي ينتمي الى يمين الوسط والذي انهارت حكومته للمرة الرابعة خلال ثماني سنوات: «للاسف لا طريق مثمراً يمكن ان يسلكه الحزب الديموقراطي المسيحي وحزب العمل وحزب الاتحاد المسيحي معاً». وأراد رئيس الوزراء تمديد بقاء القوات الهولندية في أفغانستان إلى ما بعد موعد نهائي حدد في آب (أغسطس) المقبل، لكن نائب رئيس الوزراء ووتر بوس الذي يتزعم حزب العمل عارض أي تمديد. وكان الحلف الاطلسي طلب من هولندا، احدى الدول العشر التي تساهم بأكبر عدد من الجنود في أفغانستان، بحث إمكان البقاء مدة أطول، في وقت يحاول الحلف تعزيز الجهود لاحتواء تمرد «طالبان». وربما يكون حزب الحرية بزعامة النائب اليميني خيرت فيلدرز الرابح الاكبر في الانتخابات المقبلة المتوقعة بحلول منتصف السنة. ويدعو حزبه الى انهاء مهمة القوات الهولندية في أفغانستان، والتي تتمركز غالبيتها في ولاية اروزجان منذ 2006. وربما يحصل حزب العمل على دعم انتخابي يحتاجه بسبب موقفه الخاص بالقوات الهولندية في أفغانستان، لكن ذلك قد لا يكفي لتشكيل ائتلاف يتجه نحو اليسار. وأعلن الحلف الأطلسي ان جنوده قتلوا من طريق الخطأ مدنياً افغانياً ركض في اتجاههم وظنوه يحمل قنبلة، في منطقة ناد علي شمال مرجه، موضحاً ان جنوده حذروا الشخص عبر التلويح له بالايدي وبالكلام، لكن الرجل رمى ارضاً علبة كانت في حوزته ولاذ بالفرار، قبل ان يتوقف ويعود ادراجه راكضاً باتجاه الجنود الذين اردوه. ولاحقاً تبين للجنود ان العلبة لم تكن قنبلة. وتفيد السلطات المحلية بأن 15 مدنياً قتلوا منذ بدأت القوات الأفغانية والأجنبية في 13 الشهر الجاري عمليتها العسكرية الواسعة في مرجه، بينهم 12 بصاروخين اطلقهما جنود «الأطلسي» وأصابا منزلاً في ناد علي.