وقف المصور الصحافي السوري براء الحلبي على خشبة «مسرح رفيق الحريري» في معهد العالم العربي بباريس، الثلثاء الفائت، أمام حشد من زملائه وفي حضور أبرز وسائل الإعلام الفرنسي. الحدث والموقف والمكان، مدينة حلب بعد غارة قاتلة نفذها طيران النظام بالبراميل على حي الكلاسة الفقير. المصادفة من قادته ليسجل لحظة بعينها، حيث الصورة أقوى شاهد على المجزرة: شاب منهك يُنقذ فتاة من تحت الأنقاض. هذه الصورة قادت الحلبي ليحصل على جائزة السبق الصحافي في مسابقة التصوير الصحافي التي تنظمها هيئة الفجيرة للإعلام والثقافة. وقد تلقت لجنة التحكيم عدداً كبيراً من الصور من مصورين فوتوغرافيين يعملون في وكالات ومجلات وصحف من بلدان مختلفة، وتركزت فئات الجائزة على التقارير الإخبارية، التقارير الرياضية، السبق الإخباري، والسبق الرياضي. واختير فائز كبير وفائز عن كل فئة بقرار من لجنة تحكيم محترفين مؤلفة من: جان بيار فرينيو، رئيس اللجنة ورئيس تحرير ناشيونال جيوغرافيك - فرع فرنسا، ديمتري بيك رئيس تحرير مجلة «بلولكا»، باتريك باز، رئيس تحرير «وكالة الصحافة الفرنسية» للتصوير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إيان بيري، مصور من وكالة «ماغنوم»، سيسيل ميجي، مديرة «راديو فرانس إنترناسيونال»، أوريلي كليمانت مديرة المعارض في معهد العالم العربي، وغسان باسيل رئيس «تحرير فرانس 24». وأعلن رئيس اللجنة أسماء الفائزين، وهم: دانيال بريهولاك الفائز بالجائزة الكبرى للإصدار الثاني لمسابقة الفجيرة الدولية للتصوير الصحافي - انتشار إيبولا المميت، مارويسيو ليما، الفائز عن فئة التقارير الإخبارية - الكلفة البشرية للحرب في أوكرانيا الممزقة، براء الحلبي، الفائز عن فئة السبق الصحافي - حلب، آلان شرودر الفائز عن فئة التقارير الرياضية - مصارعة الكشتي، وجيلاد كافالرتشيك، الفائز عن فئة السبق الصحافي - ترياتلون. صورة المأساة يعتبر المصور براء الحلبي البالغ من العمر 23 سنة، أن الصورة الفائزة تفصيل بصري عن أسطورة العنف لدى النظام السوري، إن لم تكن تفصيلاً عن أسطورة العنف في جنوب حوض البحر المتوسط. الشاب بدأ مشواره في عشق الكاميرا مع بدايات الحراك السلمي، حيث كسر غير المألوف في حظر الصورة من طريق كاميرا الموبايل، محاولاً نقل صورة عن التظاهر السلمي في مدينته حلب، وكانت الكاميرا الاحترافية الأولى التي يقتنيها بعد دخول الجيش الحر إلى مدينة حلب وخروجها عن سيطرة النظام. وعمل مع بداية عام 2014 مع «وكالة الصحافة الفرنسيّة» التي رشح للجائزة من طريقها، علماً أن صورة «حلب» نُشرت على الصفحة الأولى لصحيفة «إندبندنت» البريطانيّة تحت صورة للرئيس السوري بشار الأسد. عقب تسلمه الجائزة، قال الحلبي ل«الحياة»: «أنا كأي مصور صحافي ليست لدي خطة للتصوير، المصادفة هي ما يصنع الحدث والموقف والمكان. الصورة تفصيل بصري عن المأساة التي تتشح بها مدينة حلب بفعل آلة القتل والدمار». وعن التيمات المفضلة لديه، أردف: «أود عبر الكاميرا أن أفتح عين المتلقي على الحالة المأسوية للأطفال في مدينة حلب. دائماً الأطفال هم من يدفعون الثمن الأكثر عنفاً في الحروب، مثل صورة حلب التي تظهر شاباً ينقذ فتاة من تحت الأنقاض... الصور الاجتماعية للحياة اليومية أو الأشخاص غالباً ما تجدي أكثر من الصور الإخبارية التي نطالعها يومياً ولا ننعم النظر فيها كثيراً».