وقعّ المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، في الرياض أمس (الخميس)، ثلاثة برامج تنفيذية مع برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بقيمة جاوزت ال156 مليون دولار، لخدمة الأشقاء في اليمن. ووقعّ عن برنامج الأغذية العالمي - بحسب وكالة الأنباء السعودية - مساعد المدير التنفيذي للبرنامج وراميرو لوبيز دا سيلفا، بكلفة قدرها 143 مليوناً و808 آلاف و964 دولاراً، ويتضمن البرنامج توفير مواد غذائية للمحافظة على مستوى الأمن الغذائي للنازحين اليمنيين والأسر المتضررة جراء الأزمة الحالية، وتقديم المساعدات الغذائية الطارئة ودعم التغذية، ليبلغ عدد المستفيدين 13 مليون شخص. وأوضح الربيعة أن «التعاون مع الشركاء يأتي لضمان وصول المساعدات إلى فئات المجتمع اليمني كافة»، مشيراً إلى أن «المملكة وفت بالتزاماتها الأممية، إذ قام المركز بتنفيذ برامج بمبلغ 65 مليون دولار، إضافة إلى تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبلغ 274 مليون دولار، وبذلك يصبح مجموع ما قدمته المملكة حتى الآن ما يقارب 339 مليون دولار، لتحتل المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني». وأكد «حرص المركز على سرعة الإنجاز والتعاون مع جميع منظمات الأممالمتحدة»، مبيناً الجهود الكبيرة التي يقوم بها المركز تجاه إغاثة اليمن، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. من جهته، كشف دا سيلفا، أن «شراكة البرنامج مع السعودية تمتد منذ عقود، وساعدت في إنقاذ ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم». وقال: «نشعر بالامتنان للتبرع السخي من المملكة العربية السعودية، الذي سيمكننا من تقديم المساعدة الغذائية الحيوية لملايين من الناس الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد في اليمن». كما وقعّ الربيعة برنامجاً، تنفيذاً مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومثلها مندوب المنظمة الدكتور أبوبكر محمد، بتكلفة قدرها 5 ملايين و825 ألفاً و622 دولاراً، وبموجبه يتم «تقديم بذور المحاصيل الغذائية، وتوفير الأدوات الزراعية اليدوية، والأسمدة المعدنية، وتحسين المدخلات الزراعية، والثروة السمكية، وتوفير شباك الصيد، والصناديق المبردة، ومحركات الصيد البحري، وتحصين المواشي، وتقديم الأعلاف، وتركيب وحدات الطاقة للمياه». 1.2 بليون دولار حجم المساعدات السعودية أكد مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أن «البرنامج تعود على كرم المملكة وخادم الحرمين الشريفين، منذ عام 1973»، مشيراً إلى أنه «منذ عام 2008 إلى يومنا هذا قدمت المملكة العربية السعودية ما يقدر ببليون و200مليون دولار، من دون هذا الاتفاق الذي ينص على الشراكة المستدامة بين الجانبين». فيما رفع ممثل الغذاء والزراعة (فاو) أبوبكر محمد الشكر، نيابة عن المدير العام للمنظمة، إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى حكومة المملكة، والمركز ومنسوبيه، لما يقدمون من خدمات للعمل الإنساني، مبيناً أن الشراكة والتعاون بين المنظمة والمملكة بدأت منذ عام 1948، موضحاً أن الاتفاق استمرار لهذا التعاون. من جهته عبر المنسق الإقليمي للعمليات الإنسانية في اليمن عامر الداودي، عن الشكر والتقدير، نيابة عن جميع المنظمات، لحكومة خادم الحرمين الشريفين، ممثلة بالمركز لإغاثة الشعب اليمني في حاله الطارئة، مشيراً إلى أن النتائج ستلاحظ قريباً، بإذن الله تعالى، وأن المنظمات ستطور العلاقة مع المركز، وأن المملكة تقدم دائماً المساعدات للمحتاجين في أرجاء العالم. كما رفع نائب وزير الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشدداً على أن «المركز بعد أول أسبوعين من إنشائه استطاع إيصال المعونات الإنسانية إلى اليمن». قنج: السعودية تحتل المرتبة الأولى عالمياً في مساعدة اليمن وقع المشرف العام على المركز اتفاقاً لبرنامج آخر، مع مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بكلفة 8 ملايين دولار، لدعم الجهود الإنسانية باليمن، واستهداف 12 مليون يمني صنفوا بأنهم في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، ومثل «فاو» في التوقيع جون قنج. ويهدف المشروع إلى دعم الشركاء والمجتمع الإنساني والدول المانحة، لضمان استجابة إنسانية منسقة وفعالية مبنية على التشاور ومشاركة المعلومات، لمنع الازدواجية، والوصول الآمن إلى من هم في أشد الحاجة إلى مساعدات إنسانية منقذة، وتقويم الوضع الإنساني، وتسليط الضوء على الأزمة في اليمن، عبر إنتاج المواد الإعلامية ذات الجودة العالية، إضافة إلى إدارة الأموال المجمعة لمصلحة الأزمة اليمنية، وتسهيل الوصول الآمن إلى التجمعات السكانية لتقديم المعونات. وثمّن قنج الجهود التي تبذلها المملكة في هذا الجانب، معرباً عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، على ما يولونه من دعم ورعاية لرفع معاناة الشعب اليمني. ونوه ممثل مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في كلمة له، بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين وعطائها السخي لمنظمات الأممالمتحدة الإنسانية. وقال: «تحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول من ناحية تقديم المساعدات الإنسانية، وتضامن المملكة مع الشعب اليمني واضح يتمثل بهذا العطاء السخي الذي يسهم في إنقاذ عدد كبير من أبناء الشعب اليمني الذين يعانون في الوقت الحالي»، معرباً عن شكره لمركز الملك سلمان لتوقيعه الاتفاقات بمثابة دليل على هذا العطاء. وشدد على أهمية هذا الاتفاق، قائلاً: «أهمية الاتفاق ليست بسبب حجم الدعم المقدم، لكن بسبب الطابع الإنساني الذي يقدمه هذا المركز على هذه العمليات». وأشار إلى أن «دور المركز لا يقتصر على كونه مانحاً، وإنما بوصفه شريكاً استراتيجياً في العمل مع منظمات الأممالمتحدة، انطلاقاً من حرص المركز على أن تشمل المساعدات جميع المحتاجين في اليمن، وبحث تفاصيل عمليات التوزيع والرقابة»، مؤكداً أن التأخر النسبي في توقيع هذه البرامج كان يهدف إلى بناء علاقة مستدامة مع المملكة من خلال المركز.