الناصرة، برلين، رام الله، غزة - «الحياة» - نفت اسرائيل مجددا تورط جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) في عملية اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي، مستندة الى «عدم وجود اي دليل ذي طابع اتهامي» لدى دبي، كما قللت من شأن الخلاف مع بريطانيا وايرلندا وفرنسا والمانيا، وتوقعت طي هذا الملف سريعا في غياب الادلة. ومن المقرر ان تكون قضية اغتيال المبحوح واستخدام جوازات سفر أوروبية مزورة في العملية، على جدول اعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بعد غد في بروكسيل. وفيما انضمت المانيا امس الى بريطانيا وايرلندا وفرنسا في مطالبة اسرائيل ب «كشف كامل» عن حادث الاغتيال، افادت صحيفة «دايلي ميل» اللندنية امس ان جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (ام آي 6) تلقى معلومات من اسرائيل عن نيتها تنفيذ عملية «ما وراء البحار» تتضمن استخدام جوازات سفر بريطانية مزيفة. ونقلت الصحيفة عن مصدر امني بريطاني قوله ان البلاغ الاسرائيلي لم يكن بهدف الحصول على موافقة بريطانية وانما من باب «الاحترام». واكد مسؤول كبير في «موساد» تلقي وزارة الخارجية البريطانية بلاغاً اضافياً يتعلق باغتيال المبحوح، من دون ان يتضمن معلومات مفصلة عن هدف العملية ومكان وجوده. غير ان وزارة الخارجية البريطانية نفت بشكل قاطع الانباء عن علمها المسبق باي تفاصيل عن العملية الاسرائيلية بما في ذلك احتمال استخدام جوازات بريطانية مزورة. وقال الناطق باسم الوزارة ان سلطات دبي ابلغتها قبل ساعات فقط من المؤتمر الصحافي لمسؤول الأمن فيها بان بعض المنفذين يحملون جوازات بريطانية. في غضون ذلك، تواصل تبادل الاتهامات بين حركتي «فتح» و«حماس» في شأن عملية الاغتيال، اذ انتقد عضو اللجنة المركزية ل «فتح» محمد دحلان قادة «حماس»، وقال ل «الحياة» امس: «للمرة الاولى يضبط موساد في عملية اغتيال ... لكن للاسف تعمل حماس على تحويل الامر الى خلافات داخلية». ونفى بشدة ان يكون يمتلك شركة عقارات في دبي، او ان يكون اي من المعتقليْن الفلسطينييْن في دبي على ذمة القضية يعمل في هذه الحركة. واشار ضمنا الى اختراق داخل صفوف «حماس»، ودعاها الى «البحث عن العملاء من بين صفوفها الذين يسربون المعلومات عن قادتهم». من جانبه، قال القيادي في «حماس» محمود الزهار في خطبة الجمعة ان الحركة لن تسمح لعدد من قادة السلطة بالعودة الى القطاع بعد المصالحة، موضحا: «مخطئ من يظن اننا سنعيد الى غزة بعد المصالحة من خان وطنه وشعبه وقتل من ابناء فلسطين بغير حق». وحذر من ان «حماس» سترد على اسرائيل في البلدان الاوروبية التي استخدمت جوازات سفرها ما لم تعمل هذه الدول على منع استخدام اراضيها ضد الحركة. كما نفى القيادي في «حماس» نهرو مسعود الاتهامات التي وجهها اليه مسؤول في السلطة الفلسطينية بالتورط في اغتيال المبحوح، وقال في مقابلة عبر الهاتف مع تلفزيون «الاقصى»: «لم اعتقل في دبي او سورية، وما ينشر ادعاءات كاذبة».