انتهى لقاء مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل امس مع الرئيس محمود عباس من دون التوصل الى اتفاق على اطلاق مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية غير مباشرة. وكان المبعوث الاميركي جورج ميتشل عرض على عباس اطلاق مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل بعدما اخفق في حمله على قبول المفاوضات المباشرة بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان. لكن عباس ربط بين المفاوضات غير المباشرة وبين أجوبة الادارة الاميركية على اسئلة وجهها اليها من قبيل مرجعية هذه المفاوضات، وفترتها الزمنية، والموقف الاميركي في حال فشلها. غير ان الاجابات التي حملها هيل امس الى الرئيس الفلسطيني لم تكن مشجعه له لقبول العرض الاميركي. وحسب مسؤولين فلسطينيين، فان عباس يريد مفاوضات غير مباشرة تركز على الحدود، ولفترة زمنية محددة لا تزيد عن ثلاثة اشهر، كما يطالب الادارة الاميركية في حال فشل هذه المفاوضات التدخل بصورة فاعلة ورسم الحدود بين الجانبين. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات: «السؤال الأهم هو: ماذا سيكون الرد الاميركي اذا فشلت هذه المفاوضات وواصلت اسرائيل احتلالها الاراضي الفلسطينية؟». وأوضح عريقات عقب لقاء عباس - هيل ان الجانبين ما زالا يجريان المشاروات، وقال: «ما زلنا نتبادل وجهات النظر مع الجانب الاميركي ومع العرب»، مضيفا: «الرئيس عباس يريد ضمانات لنجاح هذه المفاوضات قبل ان تبدأ، انه يريد لمهمة ميتشل ان تنجح، ويريد ايضا للرئيس باراك اوباما ان ينجح، لذلك فانه يبحث عن ضمانات لنجاح هذه المفاوضات قبل ان تبدأ». في نيويورك، دعم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اقتراح ميتشل اجراء محادثات غير مباشرة. وقال وكيل الامين العام للشؤون السياسية لين باسكو خلال احاطته الشهرية لمجلس الامن عن الشرق الاوسط امس، ان اقتراح ميتشل «تحت الدراسة الجدية»، و«اسرائيل اعربت عن استعدادها للعمل على هذا الاساس، فيما الرئيس عباس انخرط في مشاورات مكثفة وطلب ايضاحات. والامين العام يأمل في ان يتحرك الرئيس عباس الى امام على اساس هذا الاقتراح العملي كي تبدأ المحادثات الجدية». وقال: «مستمرون في التشديد على اهمية القيام بكل ما هو ممكن لضمان ان تؤدي المفاوضات، ضمن اطار زمني واضح، الى اتفاقية تحل جميع المسائل المعنية بالوضع النهائي (للاراضي الفلسطينية)، بما في ذلك القدس والحدود واللاجئين والامن والمستوطنات والمياه». واضاف: «نؤمن بأن الاجماع الدولي في شأن ما يستلزمه التوصل الى اتفاقية مستديمة قوي، وان دورا ناشطا للجنة الرباعية سيكون حيويا في دعم العملية». وتأتي مواقف الامين العام للامم المتحدة ووكيله للشؤون السياسية لتمثل اول موقف رسمي لاحد اطراف اللجنة الرباعية يفصل مرجعية المفاوضات غير المباشرة. وربما يكون هذا الموقف محركاً اساسياً نحو موافقة الطرف الفلسطيني على المشاركة في المحادثات في ضوء هذه الايضاحات. واللافت ان الامين العام ووكيله تعمدا ابلاغ هذا الموقف المهم الى مجلس الامن وليس مجرد اصدار بيان صحافي او تصريح علني. ولوحظ ان باسكو تحدث بلغة غير ملزمة لاطراف «الرباعية»، اذ اشار الى استمرار الاممالمتحدة في «التشديد على اهمية القيام بكل ما هو ممكن لضمان ان تؤدي المفاوضات» الى اتفاق يتناول هذه القضايا، وان تعقد المفاوضات على اساس اطار زمني واضح. ودعا الحكومة الاسرائيلية الى «تمديد» الوقف الجزئي للاستيطان «ليصبح تجميدا شاملا يشمل القدسالشرقية ويستمر الى ما بعد فترة الاشهر العشرة» المعلنة. وسجل «قلقنا من استمرار عنف المستوطنين».