انتفخت أوداج سيدة سعودية، احمرت وجنتاها، واشتاطت غضباً لترسل رسالة نصية إلى جلّ قريباتها محذرة إياهن من إحدى بنات عمومتها وضعت طفلاً قبل يومين، وشبهتها ب «الخط» (واحد من أكثر مجرمي صعيد مصر شراسة، تقمّص الفنان الشهير عادل إمام شخصيته في فيلم سينمائي عرض في أواخر الثمانينات الميلادية)، على خلفية نزاع محتدم بينهما، اتهمت خلاله «المستاءة» قريبتها «النفساء» بسرقة اسم كانت تعتزم إطلاقه، على ابنها الذي تنتظر وضعه بعد أسابيع. وعلى رغم اتفاق السيدة «الغاضبة» مع زوجها عبدالله (30 عاماً) على إطلاق الاسم «القضية» على مولودهما البكر «المنتظر»، إلا أن تبعات حادثة السرقة تباينت عليهما، ففي حين أبرقت «الزوجة» وأرعدت، أمطر «الزوج» ضحكات وقهقهات بعدما قرأ استهلالية ردة فعل زوجته الغاضبة، التي أرسلتها لقريباتها محذرة إياهن من تكرار عمليات السرقة بقولها: «فلانة تفوقت على عادل إمام، وتميزت عنه بالسرقة «الوقحة»، احترسن من (الخط) الجديد، ...». وقال الزوج (العاقل) ل «الحياة»: «لم أصدق زوجتي في أول الأمر، حينما حكت لي تفاصيل خلاف نشب بينها وإحدى بنات عمومتها، وضعت جنينها قبل يومين، بعدما قررت الأخيرة الاستعانة باسم «مولود»، كانت زوجتي أبلغت جميع أفراد العائلة بنيتها في إطلاقه على ابننا المنتظر. لم أتخيل أن يصل الخلاف إلى حد السرقة والتشبيه ب «الخط»، والمقاطعة التي أتمنى أن تكون موقتة». ويتابع «بعد هذه الحادثة أصرت زوجتي علي بعدم إفشاء اسم أي مولود قادم إلينا، حتى يرى النور، خشية تكرار السرقة». ورغم أن «سرقة الأسماء» لم تصنف بحسب المراقبين في إطار الظواهر البارزة في المجتمع السعودي، وعلى رغم تشديد «قانونيين» على أنها لا تعد «قضية جنائية»، صنّفها أحد الظرفاء أخيراً، وأدرجها تحت مقولة «القانون لا يحمي المغفلين»، لافتاً إلى أن أروقة الدور القضائية والجهات الأمنية «تترفع» عن نظر هكذا دعاوى. ولعل الظريف في الأمر يتجلى في تكرار الحادثة بعيداً عن عبدالله وزوجته الغاضبة، إذ تفجر خلاف في محافظة الطائف، شاب علاقة نورة الودعاني بصديقتها وفاء العتيبي، بسبب «إفشاء» اسم مولود منتظر، أيضاً. وقالت العدواني ل «الحياة»: «أصبت بالإحباط عندما أطلقت صديقتي التي أنجبت طفلها، قبلي بأسبوعين، الاسم الذي اخترته لابني البكر على طفلها، خصوصاً أني اجتهدت كثيراً في الوصول لهذا الاسم الذي كان غريباً عن أسماء الأطفال في عائلتي». وتضيف: «موقف صديقتي جعلني أعيد التفكير في علاقة الصداقة التي تجمعنا، خصوصاً أن ثقتي بها اهتزت بعد هذا الموقف». وفي الوقت الذي قررت فيه العدواني قطع علاقة الصداقة مع صديقتها بسبب تسميتها وليدها بالاسم الذي اختارته لطفلها، عاهدت رنا أحمد زوجها على عدم إفشاء «سرّ» اسم ابنهما البكر، الذي ينتظران إطلالته بعد أشهر، ب «شغف»، وقالت ل «الحياة»: «كنت أبحث عن أسماء غريبة لإطلاقها على طفلي البكر، في حين أصر زوجي على تسميته باسم أبيه في حال كان ذكراً، واخترت اسم «تولين» في حال كانت أنثى». وتضيف: «أحرص على عدم معرفة أحد بالاسم الذي اخترته خوفاً من سرقته وإطلاقه على اسم أحد المواليد الجدد، خصوصاً أن كثيراً من قريباتي «حوامل» حالياً، ينتظرن وضع أجنتهن، ما دفعني على التعاهد مع زوجي بعدم البوح باسم المولودة لحين إطلاقه عليها «رسمياً»، بعد عملية الوضع».