اللاذقية - سانا - تتميز الغابات في الساحل السوري بغناها وتنوّعها، إذ يضمّ الساحل سلسلة من الجبال الخضراء المغطاة بالأحراج وغابات السنديان ومدرجات الزيتون وأشجار التفاح الممتدة على محاذاة الشاطئ السوري، من رأس البسيط شمالاً حتى النهر الكبير الجنوبي جنوباً. وأعلن الباحث البيئي العضو في جمعية حماية البيئة السورية جورج عكفلي، أن جبال الباير البسيط في اللاذقية «تحتضن أنواعاً رئيسة من الأشجار وكذلك جبال اللاذقية، وأُدخلت أنواع حرجية جديدة إلى الغابات الساحلية». واعتبر أن هذه الأصناف من الأشجار «تشكل مورداً اقتصادياً مهماً، نظراً إلى دورها الرئيس في عدد من الصناعات». وأكد العمل على «تحريج الأراضي الجرداء وإعادة غرس الأراضي الحرجية، بعد انحسار مساحة الأشجار». ولفت إلى أن الدراسات «أثبتت قدرة مساحة 130 مليون هكتار من الغابات على امتصاص 660 مليون طن من الكربون سنوياً». وأوضح عكفلي أن الغابات «تساهم في تنشيط السياحة وزيادة الدخل القومي، إضافة إلى فوائدها العلمية، إذ تعتبر الغابة وسطاً ملائماً للعلماء والطلاب لإجراء البحث العلمي والدراسة». وأشار أستاذ مساعد في قسم الأحراج والبيئة في كلية الزراعة في جامعة تشرين، هو محمود علي، إلى أن غابات محافظة اللاذقية «تعرضت إلى 341 حريقاً بين الأعوام 1999 و2002»، لافتاً إلى «تراجع كفاءة الإجراءات الهادفة إلى الوقاية من الحرائق وازدياد النشاط البشري الخاطئ والضار بالبيئة». ورأى رئيس قسم الأحراج في مديرية زراعة اللاذقية باسم دوبا، أن حماية الأحراج تمثل «المهمة الرئيسة للمديرية»، لافتاً إلى «تطوير البنية التحتية والأدوات والمعدّات اللازمة للحماية». وأوضح المحامي نذير مطر، أن المحميات في محافظة اللاذقية، «تتمتع بوضع قانوني خاص إذ يمنع شراء الأراضي في هذه المناطق او البناء عليها، كما لا يجوز الصيد فيها أو رعي الماشية او الدخول اليها عشوائياً، واستثمار نباتاتها لأهداف تجارية». وتبلغ مساحة الغابات في اللاذقية 86014 هكتاراً تشكل نسبة 31 في المئة من الغابات في سورية.