قبل نحو ستة أشهر اتهم عضو شرف نادي النصر عبدالعزيز الدغيثر المسؤولين في اتحاد كرة القدم بتقديم مصلحة الشركة صاحبة حقوق البث التليفزيوني على مصالح الأندية والمنتخبات السعودية، وقال في تصريحات تليفزيونية إنه يمتلك أدلة على أن مسؤولين في اتحاد الكرة رهنوا ذممهم ومناصبهم لخدمة مصالح تلك الشركة، بمعنى أنهم موظفون لديها ويسخّرون صلاحياتهم من أجل ضمان مكاسبها المالية من دون النظر إلى مصلحة الكرة السعودية، وبالطبع كانت تلك التصريحات الشغل الشاغل للشارع الرياضي، وطالب كثيرون بالتحقيق مع الدغيثر والاطلاع على الأدلة التي يمتلكها، ولم تمض ساعات حتى صدر قرار الرئيس العام لرعاية الشباب باستدعاء الدغيثر والتحقيق معه، في خطوة نالت ثناء الجميع لأن الناس محاسبون على أقوالهم وأفعالهم. وبالأمس فتح عضو شرف نادي الهلال الأمير خالد بن منصور بن جلوي في تصريحات مماثلة باب الاتهامات بالرشوة مجدداً، ولكن ضد مسؤولي نادي الاتحاد الذين قال عنهم ما يستحق البرهان، حين اتهمهم بمحاولة رشوة اللاعبين عبدالله الدعيع وعبدالله الجمعان قبل إحدى المباريات النهائية، مؤكداً أنه يمتلك تسجيلاً صوتياً يدين عضو شرف اتحادي، وأن بإمكانه تقديم هذا التسجيل لمن يرغب، ولأن هذا الاتهام لا يقل خطورة عن تصريحات الدغيثر فمن الأجدر بالمسؤولين عن كرة القدم السعودية استدعاء الأمير خالد ومطالبته بذلك التسجيل للتحقق من إدانة عضو الشرف الاتحادي، أو مطالبة العضو الهلالي بالاعتذار، فضلاً عن إحالة الأمر إلى القضاء للفصل في القضية وتحكيم القانون بين الطرفين. أتمنى أن يستجيب المسؤولون عن الرياضة السعودية لمطالب التحقيق مع عضو الشرف الهلالي على طريقة استدعاء الدغيثر. نحن لا نكذب الأمير خالد بن منصور ولا نصدقه وهو ليس مطالباً بعرض تلك التسجيلات على مسامع عابر سبيل، خصوصاً أن الجهات الرسمية لم تطالبه بتقديمها، ولذلك يبقى الأمر رهن اقتناع الاتحاديين ببطلان تلك الاتهامات، وفي حال كانوا على يقين أنها كيدية، فالأجدر برئيس مجلس أعضاء شرف الاتحاد الأمير خالد بن فهد أن يبادر الى رفع دعوى أمام السلطات القضائية، وهو الرجل الذي تعهد بالدفاع عن الاتحاديين خلال مداخلته الشهيرة في قناة أبوظبي الرياضية قبل يومين. وحقيقة، أصابنا الدوار من كثرة الاتهامات والطعن في الذمم، خصوصاً أن أكثرها يبقى معلقاً من دون فصل، فالمسؤولين عن الرياضة لا يتعاملون مع الاتهامات «البينية» باهتمام، والصحافة تضع اللوم «في الطالعة والنازلة» على قناة أبوظبي، وكأن هذه القناة تسحب الناس من ألسنتهم، والسلطات القضائية كثيراً ما تتعامل مع هذه الاتهامات على اعتبار أنها «مشاكل كورة» ، وما بين هذا وذاك لا يمكنك إلا أن تضرب كفاً بكف على حال الرياضة السعودية وأخلاق وسطها. طلال الحمود [email protected]