هبطت معظم البورصات الخليجية في نهاية تداولات اليوم (الأحد)، في ظل غياب المحفزات وتضررها من هبوط أسعار النفط، فيما صعدت ثلاثة أسواق أخرى بقيادة السعودية بعد تصريحات إيجابية بشأن قدرة المملكة على تحمل التقلبات في أسعار النفط. وقال مدير إدارة الأصول لدى شركة "الفجر" للاستشارات المالية مروان الشرشابي إنه "لاتزال المخاوف بشأن أسعار النفط تمثل عامل قلق لغالبية مستثمري أسواق الأسهم". وهبطت العقود الآجلة لخام "برنت" عند تسوية يوم الجمعة الماضية، بنحو 2.11 في المئة أو ما يعادل 1.07 دولار إلى 49.61 دولار للبرميل، فيما تراجع الخام الأمريكي بنسبة 1.5 في المئة أو ما يوازي 70 سنتاً إلى 46.05 دولار. وأضاف الشرشابي أن "الأسواق باتت في حاجة إلى محفزات قوية تدفعها إلى الصعود مجدداً، فمعنويات المستثمرين في حاجة إلى ما يحفزها على المخاطرة وضخ مزيد من السيولة". وجاءت بورصة الكويت في صدارة الخاسرين، بعد هبوط مؤشرها بنسبة 1.59 في المئة، مواصلا تراجعه للجلسة الخامسة على التوالي، ليصل إلى 5666.2 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2012. وقال الشرشابي: "أعتقد أن إعلان مزيد من الشركات الانسحاب من البورصة الكويتية يمثل عامل قلق للمستثمرين ويوحي بان الأمور لا تسير على ما يرام داخل السوق". ويقدّر عدد الشركات التي أعلنت انسحابها من البورصة في الآونة الأخيرة بنحو 29 شركة، كان آخرها "مجموعة الأوراق" وهو ما مثل ضربة موجعة للمستثمرين، وفقا لما ذكره تقرير حديث صدر عن مركز "الجمان" المالي. وتوقع مدير إدارة الأصول لدى شركة "الفجر" للاستشارات المالية، أن تواصل الأسهم الكويتية نزيف خسائرها في ظل الانسحابات المستمرة ولحين وضوح الرؤية. وانحدرت أسعار أسهم شركات مثل "الكويتية لصناعة مواد البناء" و"أسمنت أبيض" و"خليج زجاج" و"لوجستيك" و"المدينة للتمويل" و"العالمية للمدن" و"ياكو" الطبية بنسب تتراوح بين 7.8 و 9 في المئة. ونزل أيضاً سهم شركة "الكويتيةالمتحدة للدواجن" بنسبة 5.1 في المئة، فيما قالت الشركة ان مجلس إدارتها سيناقش اليوم الانسحاب من السوق الكويتي. وفى الإمارات، أغلق مؤشر دبي على انخفاض بنسبة 0.79 في المئة، لينجح في تقليص جانب كبير من خسائره المبكرة التي وصلت إلى 1 في المئة. وجاء التراجع بعد ضغط سببه هبوط أسهم كبرى مثل "دريك آند سكل" بنسبة 2.3 في المئة و"إعمار" العقارية بنسبة 1.9 في المئة و"إملاك" للتمويل" بنحو 1.5 في المئة. وأغلقت بورصة أبوظبي على ارتفاع بعدما زاد مؤشرها بنسبة 0.7 في المئة متلقياً الدعم من صعود أسهم شركة "اتصالات" بأكثر من 4.3 في المئة بعدما أعلنت الشركة اليوم إنها ستسمح للأجانب لغير المواطنين من الأفراد المستثمرين والكيانات الأجنبية وكيانات المناطق الحرة في الدولة التداول بأسهم الشركة اعتباراً من 15 ايلول الجاري . وزادت أيضاً أسهم أخرى مثل "منازل" العقارية و"بنك أبوظبي الوطني" و"إشراق" العقارية و"بنك أبوظبي التجاري" و"مصرف أبوظبي الإسلامي" بنسب بين 0.23 في المئة و 3.8 في المئة. وأغلقت بورصة قطر على انخفاض مع تعرض معظم أسهمها القيادية إلى عمليات بيعية، وانخفض المؤشر الرئيسي بنسبة 0.61 في المئة مع تراجع أسهم "ودام" الغذائية بنسبة 2.9 في المئة و"بنك قطر الدولي" بنسبة 2.4 في المئة و"فودافون" بنسبة 1.9 في المئة و"بنك قطر الوطني" بنسبة 0.3 في المئة. وتراجعت بورصة مصر بعد أن كانت مرتفعة في بداية التداولات، وأغلق مؤشرها الرئيسي منخفضا بنحو 0.3 في المئة مع هبوط غالبية الأسهم الكبرى بقيادة "بايونيرز" القابضة و"حديد عز" و"عامر القابضة". وتراجعت بورصة البحرين بنسبة 0.2 في المئة ، وبورصة مسقط بنسبة 0.05 في المئة ، مع تضررهما من هبوط أسهم البنوك. في المقابل، نجحت بورصة السعودية في تعويض خسائرها المبكرة ليغلق مؤشرها الرئيسي على ارتفاع بنسبة 0.61 في المئة مع صعود أسهم قيادية مثل "البنك السعودي الفرنسي" و"مصرف الراجحي" وجبل عمر". وجاء صعود السوق السعودي بعد تصريحات إيجابية من وزير المالية بشأن قدرة المملكة على تحمل تقلبات أسعار النفط، وإن الحكومة ستواصل إصدار السندات وقد تصدر صكوكاً قبل نهاية عام 2015 لتمويل العجز المتوقع.