تفاوتت ردود الفعل اللبنانية بين مؤيدة ومنتقدة لمواقف الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله في احتفال ذكرى اغتيال ثلاثة من قادته والتي توعد فيها اسرائيل بالرد على أي قصف يطاول لبنان بقصف مقابل ومدمر أيضاً. وقال الرئيس السابق للحكومة سليم الحص: «كل من استمع الى السيد نصرالله اطمأن الى وضع المقاومة، نظراً الى ما يتمتع به من صدقية بين الناس. فهو لا يلقي الكلام على عواهنه». وأضاف: «عندما تكون المقاومة جاهزة لأن ترد على العدو الاسرائيلي بالمثل، فإنه لن يتجرأ على الاعتداء على لبنان، إلا إذا قرر أن يمتحن صدقية قائد المقاومة»، مؤكداً انه «للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي يواجه العدو الجبان قوة تنذر بكيل الصاع صاعين له في ساحة الوغى، ويأتي الكلام ممن يعني ما يقول». ورأى الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي ان «السيد نصرالله رجل صادق وكان الخطاب واضحاً تماماً بأن اي اعتداء اسرائيلي سواء على سورية او المقاومة لن يكون نزهة». وأضاف ان «اسرائيل عدو كبير وغاصب ومتوحش، فما يفعلونه في فلسطين هو نموذج لما سيفعلونه في لبنان والبلاد العربية لولا وجود هذه المقاومة». ورأى وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ أن «لبنان ساحة مفتوحة أمام كل الاحتمالات، وكأن هناك جنرالاً عسكرياً يخاطب جنرالاً اسرائيلياً عن عملية الردع من فوق رؤوس الشعوب». وقال الصايغ في حديث الى محطة «LBC»: «لفتني خطاب الثأر، وإذا كنا في لبنان اعتمدنا الثأر، فيجب أن نطالب بدم الرئيس الراحل بشير الجميل والوزير الراحل بيار الجميل والنائب الراحل جبران تويني والنائب الراحل انطوان غانم»، مشيراً الى أن «المشهد يوحي بوجود رجل أقوى من الدولة والمؤسسات، ويتوعد اسرائيل». ولفت الى أن «نصرالله كان بالأمس الناطق باسم لبنان، وأنا لا أقبل أن يكون هو الناطق باسم لبنان». وإذ طالب ب «وضع السلاح تحت سلطة الدولة ومرجعيتها»، لفت الى أن «الديبلوماسية والقرار 1701 هما اللذان أنقذا لبنان حتى اليوم، وربما هما اللذان يدفعان نصرالله الى التحدث براحة»، مؤكداً أن الديبلوماسية «هي الوحيدة القادرة على تأمين الحصانة للبنان في الجنوب». ورأى نائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي في حديث الى موقع 14 آذار الالكتروني ان خطاب نصرالله «كرّس معادلة توازن جديدة في وجه الاعتداءات الاسرائيلية وتهديداتها». واعتبر ان هناك «تهيباً اسرائيلياً من أي عملية لا تصل الى أهدافها المرجوة فينعكس ذلك على الداخل الإسرائيلي ويخلف أزمة مصيرية حقيقية»، مستبعداً أي حرب اسرائيلية ستستهدف لبنان في المدى المنظور. ودعا عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت الى ضرورة «ألا ننجر الى ما تسعى اسرائيل الى خلقه من جو متوتر يؤدي بنا الى دمار كبير. وقال لإذاعة «صوت لبنان»: «نحن ندرك ان لدى المقاومة امكانية لتصيب اسرائيل ببعض الدمار، لكن مقارنة بحرب تموز (يوليو)، فالدمار الاسرائيلي على لبنان كان أكبر، وأن الانجرار نحو سياسة اسرائيل فيه مصلحة لها لشن عدوان على لبنان وإعطائها الذريعة». وإذ شدد على بقاء المقاومة، على أن تكون في عهدة الدولة اللبنانية، سأل: «لماذا لا يكون السلاح في عهدة الجيش اللبناني؟». واعتبر عضو الكتلة نفسها النائب محمد الحجار أن «كلام نصرالله يشعرنا بالطمأنينة في مواجهة العدو، ولكن الطمأنينة الحقيقية نشعر بها عندما يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة». وقال لمحطة «الجديد» اشارات «ايجابية في خطاب نصرالله في الموضوع الداخلي. ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا ان «المشكلة هي في وجود السلاح خارج اطار الدولة»، وزاد في حديث تلفزيوني ان القول «ان هناك من يستدعي الاعتداء هو قول مردود»، ورأى ان «سلاح حزب الله لديه مهمة اقليمية هي المشاركة في الدفاع عن الملف النووي الإيراني، وهذا السلاح يستخدم ايضاً في التهويل للحصول على مكاسب في الداخل اللبناني». اما النائب فريد حبيب فرأى في حديث الى موقع 14 آذار ان كلام نصرالله «لا يبشر بالخير ويعكر أجواء الاستقرار». وسأل: «الى متى سيبقى لبنان ساحة مفتوحة على الصراعات الاقليمية والدولية». ولفت الى أن «القوات» ستسعى في حال اندلاع حرب الى رد الأذى عن بلدنا عبر اعلان تضامننا مع كل اللبنانيين، «فلا أحد يزايد علينا في حبنا للبنان». ورأى مفوض الاعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس، أن «هناك رسالة واضحة أراد السيد نصرالله أن يبعث بها الى اسرائيل، وهي أن المعادلة تغيرت عن الماضي، بحيث لم يعد باستطاعة اسرائيل الدخول الى الأراضي العربية كما كانت تفعل في السابق». وقال ل «أخبار المستقبل» إن «لا شيء مستبعداً من قبل اسرائيل، ومن المهم جداً أن نخفف على المستوى الداخلي من الحدة والتشنج في الخطاب، فموضوع السلاح يناقش على طاولة الحوار».