الروائية الجزائرية البارزة أحلام مستغانمي كتبت مقالاً عنوانه «بلاد المطربين... أوطاني» حكت فيه أنها عندما وصلت الى بيروت في بداية التسعينات، وفي حوزتها مخطوطة «الجسد» جاملها رجل سمع أنها من الجزائر بالقول: آه، انت من بلاد الشاب خالد. ثم دخل معها حواراً حول معنى «دي دي واه». وهي كتبت متألمة أن الجزائري في الخمسينات كان ينسب الى بلد الأمير عبدالقادر، وفي الستينات الى بلد بن بلة وجميلة بوحيرد، وفي السبعينات الى بلد هواري بومدين والمليون شهيد... واليوم ينسب العربي الى مطربيه والى المغني الذي يمثله في «ستار أكاديمي». المقال كله مؤثِّر معبِّر وقد أصاب وتراً عند قراء وأصدقاء فتلقيته من مصادر كثيرة، وأحلام تقترح لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية بث نداءات ورسائل عبر الفضائيات الغنائية أن دافعوا عن وطن هيفا وهبي وأليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي واخواتهن... رددت على بعض مرسلي المقال إليّ محاولاً انتزاع بسمة وسط جو البؤس والنحس العربي، وقلت إن هيفا ونانسي وأليسا ومروى وروبي أفضل من قادة عرب كثيرين، والدفاع عن أوطانهن أكثر منطقية من الدفاع عن أوطان قادة أوردونا موارد التهلكة. أسوأ من أن تكون هيفا أفضل من بعض القادة العرب، ان بعض قادتنا أفضل من شعوبهم فهم ليبراليون يريدون النهوض بشعوب محافظة تعيش في ماض لم يوجد. هيفا ونانسي أفضل من نصف القادة العرب، نصفهم لا كلهم، وهناك ثلاثة قادة عرب أجد أنهم أفضل من شعوبهم، وبما ان دوام الحال من المحال فإنني أتوقع أن يزداد الوضع سوءاًَ لذلك أنتقل الى أخبار أخرى من حصاد الأيام الأخيرة الماضية. - ريتشارد هاس يرأس مجلس العلاقات الخارجية في الولاياتالمتحدة، ولعب دوراً بارزاً في عملية السلام في الشرق الأوسط عبر إدارات أميركية عدة. هو يهودي أميركي منصف يمكن عقد سلام معه غداً، وليس متهماً عندي بشيء. مع ذلك قرأت له مقالاً بعنوان «وضع التغيير السياسي في إيران أولاً» يقترح فيه عدم التوقف عند المطالبة باحترام الحقوق السياسية للإيرانيين، بل بالتركيز على أن المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون سببها سياسات قادتهم، وان الوضع الاقتصادي سيتحسن إذا لم يهدر مال البلد على تأييد الإرهابيين وبناء أسلحة نووية. أقول، أولاً إيران ليست عندها القدرة على بناء سلاح نووي في المستقبل المنظور، مع أنني شخصياً أتمنى أن تنتج مئتي قنبلة ذرية أو ما يساوي أرقام المخزون النووي الإسرائيلي، ثم ان «الإرهابي» كإنسان هو «مقاتل من أجل الحرية» لإنسان آخر، وثانياً، الاقتصاد مهم جداً إلا أن الموضوع ليس اقتصاداً كله، وثمة اعتبارات قومية فارسية ودينية لا تقل أهمية عنه، وثالثاً التدخل في الشأن السياسي الداخلي لإيران أو غيرها. يفيد الحاكم لأن ثقة المواطن «بالنوايا الحسنة» لبلد مثل الولاياتالمتحدة أقل كثيراً من ثقته بحاكمه، ورابعاً لا أرى التغيير السياسي ممكناً في إيران اليوم فكل أسباب القوة بيد النظام والمعارضة عزلاء في وجه الجيش والباسيج والحرس الثوري والأجهزة العلنية والسرية، وخامساً، وهذه أهم نقطة في نظري، التغيير في إيران لن يكون كما يتمنى الغرب، والموضوع النووي تحديداً هو كبرياء وطني يستوي إزاءه «المعتدل» المزعوم والمتطرف، ولم أسمع يوماً أي إيراني يتحدث معارضاً البرنامج النووي. - الطالب الأميركي نيكولاس جورج قرر أن يقاضي سلطات الأمن الأميركية ذات العلاقة بعد أن اعتقل خلال رحلة من فيلادلفيا الى كاليفورنيا بعد اكتشاف أنه يحمل بطاقات بالعربية والانكليزية تساعده على تعلم اللغة العربية. ومع أن رجال الأمن تأكدوا من أنه طالب ويدرس العربية، فقد أوقف أربع ساعات لأن كلمات مثل «قنبلة» و «ارهاب» وجدت في البطاقات. والطالب قال إنه يدرس ما يتردد الآن. مضى زمن لم نكن فيه متهمين بالإرهاب، بل كنا بين ضحاياه كأثر العالم الثالث، ثم قام من رد على الإرهاب بمثله ودمّر سمعة العرب والمسلمين وأساء الى دينهم من دون أن يحقق شيئاً غير الموت. - أخيراً، فقد نشرت صحف العالم نقلاً عن دراسة لمجلس الأبحاث الطبية البريطاني أن قلة الذكاء تؤدي الى أمراض القلب. لو كان هذا صحيحاً لمات الإرهابيون من بيننا جميعاً بالسكتة القلبية ولارتاحوا وأراحوا، ولمات معهم صحافيون كثيرون. [email protected]