بعد إطلاق طراز 488 GTB بوصفه خليفة الموديل الرياضي الشقيق 458 رسمياً من نافذة معرض جنيف الدولي مطلع هذا العام، أزاحت فيراري الستارة أواخر تموز (يوليو) الماضي عن النسخة سبايدر المكشوفة من الطراز عينه، الذي يُعد أقوى العروض الرياضية المدعّمة بمحرك V8 وسطي- خلفي الوضعية، مع سقف صلب قابل للطي كهربائياً يوفّر مستويات عزل أفضل للضوضاء والحرارة في المقصورة، وفقاً للماركة الإيطالية النخبوية. لا تزال فيراري تحتفظ بفرادتها بوصفها أول صانع للسيارات في العالم يقدّم تقنية السقف الصلب القابل للطيّ والضمّ RHT في سيارة تستفيد بتلك البنية الهيكلية المميّزة، علماً أن هذا الحل التقني ساهم في خفض الوزن الإجمالي بمقدار 25 كلغ مقارنة بالسقف القماشي التقليدي. كما أن عملية غلق السقف أو فتحه جاءت أسرع مقارنة بالعروض المكشوفة الأخرى الممهورة بتوقيع فيراري. وعلى رغم أن الشركة الايطالية لم تكشف بعد عن الفئة السعرية المعينة لموديل 488 سبايدر المنتظر إطلاقه رسمياً من نافذة معرض فرانكفورت الدولي للسيارات خلال الشهر الجاري، إلا أنها قد تبدأ من نحو 275 ألف دولار. حلول مبتكرة وتُعد 488 سبايدر السيارة الأكثر ديناميكية الممهورة بتوقيع فيراري على الإطلاق، بفضل إلى الحلول الأيرودينامية المتطورة المعتمدة والمصممة خصيصاً لتعزيز الضغط العمودي وخفض معدّلات الجرّ وتدفّق الهواء في آن واحد، علماً أن مهندسي ماركة «مارانيللو» نجحوا في تحقيق هذين الهدفين من خلال تقديم حلول مبتكرة، أبرزها الإستعانة بجانح أمامي مزدوج وآخر خلفي مُدمج بالمؤخر، وأجزاء سفلية أيرودينامية تتضمن مولّدات دوّارة. كذلك لم يغفل المهندسون عوامل تدفّق الهواء التي تعزز من مستويات الراحة للراكبَين، فالزجاج الخلفي الكهربائي الذي يصدّ الرياح يمكن ضبطه وفق ثلاث وضعيات مختلفة لتعزيز الراحة عند طي السقف وغلقه. وإذا ما خفّض مصدّ الرياح، يمكن الركاب الاستمتاع بسماع هدير المحرّك المحبب حتى مع إنحسار السقف الصلب، بغض النظر عن الأحوال الجوية ونمط القيادة. وعموماً، يمكن ملاحظة هوية 488 سبايدر الرياضية المعززة من خلال فتحات التهوئة المتعددة في أسفل المقدّم وعاكس الهواء الخلفي- السفلي المميز، جنباً إلى جنب مع عدم التخلّي عن التراث الكلاسيكي المميز لباقي عروض فيراري، لا سيما لجهة غطاء المحرّك الطويل وفتحات التهوئة السفلية الكبيرة مصفوفة الهيئة، فضلاً عن الرفاريف النافرة والأكتاف العريضة التي تخفي عجلات ضخمة، إلى المصابيح الخلفية فئة LED المحسّنة وتلك الخلفية الجذّابة وغيرها. وبمعزل عن البنية الهيكلية والشاسي المكوّن من 11 خليطاً مختلفاً من الألومنيوم ممزوجاً بمعادن أخرى خالصة، شأن الماغنيسيوم، وكذلك الوصول إلى معدّل الصلابة الإلتوائية نفسه بالنسخة الكوبيه، فإن السقف الصلب المعتمد بموديل 488 سبايدر بات في الإمكان طيّه أو غلقه إلى الخلف في قسمين متداخلين يستويّان مع غطاء المحرّك في حل تقني مبتكر ومحكّم للغاية. وتستغرق عملية طي أو انحسار السقف الصلب 14 ثانية فقط، وذلك في مساحة صغيرة للغاية ما يترك القدر الكافي لتخزين الأمتعة وخلافه. آليات ترف جاءت مقصورة موديل 488 سبايدر بمكوّنات ذات جودة عالية مع عدم إغفال الطابع الرياضي المترف على غير صعيد، إلى جانب العناية بأدق التفاصيل وحرفية التجميع النهائي، وأيضاً الإستعانة بمكوّنات ناعمة الملمس. ويمكن تسجيل تداخل الجلود المطرّزة وزوائد الألومنيوم الجذابة وألياف الكربون على مواضع عدة. وعموماً، تستفيد 488 سبايدر 2016 من أزرار وعتلات تحكّم جديدة للنظام الملاحي وفتحات تهوئة محسّنة للمكيّف ولوحة قيادة تعطي إنطباعاً بأن المقصورة كلها مفصّلة حول السائق. وباتت لائحة التجهيزات القياسية تضم مقوداً رياضياً ثلاثي الأذرع متعدد الاستخدامات مكسواً بالجلد المطرّز الفاخر وله نهايات مسطّحة، مع مقعدين رياضيين، فضلاً عن الإستعانة بتجهيزات راحة وترف عدة، أبرزها النظام السمعي المتطور والمكيّف الفعال الذي يمكن التحكّم بخياراته أوتوماتيكياً، إلى لوحة العدادات المتطورة الجديدة التي يتوسّطها عداد تناظري كبير مع شاشات فئة TFT تعرض بيانات ومعلومات حيوية للسائق، وتقنية البلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية من دون إستخدام اليدين، وغيرها من آليات الترف. أما بالنسبة الى وسائل الحماية والأمان، فقد أستعين بوسائد هوائية متنوّعة، وأحزمة أمان ثلاثية نقاط التثبيت مزوّدة بخواص الشدّ المسبق والإرتخاء التدريجي، وغيرها من وسائل الحماية الراكدة. ومن ضمن تجهيزات الحماية النشطة، يبرز نظام مانع الإنزلاق الكبحي ABS إضافة إلى نظام التحكّم الديناميكي بالثبات ESP، ونظام مانع الإنزلاق الدفعي TC، وغيرها من الأنظمة الإلكترونية الرائدة. قوة 616 حصاناً ميكانيكياً، دعّمت 488 سبايدر بمحرّك النسخة الكوبيه 488 GTB المكوّن من 8 أسطوانات فئة V8 سعة 3.9 ليتر ومزوّداً بشاحن هواء «توربو» يولّد 661 حصاناً عند 8000 د.د، مع أقصى عزم دوران يبلغ 760 نيوتن/ متر. وتكفل هذه الأرقام الإنطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 3 ثوانٍ والوصول إلى سرعة 200 كلم/س في غضون 8.7 ثانية، كما تتجاوز السرعة القصوى ال 300 كلم/س. ويُسفر عن هذا المحرّك نسب إنبعاثات كربونية أقل من الطراز السابق على رغم قدرته الأكبر بنحو 100 حصان، علماً أن هندسة المحرّك متطورة للغاية ما يلغي التباطؤ التقليدي لأنظمة الشحن الهوائي «توربو» عبر زيادة إستجابة الخانق لتصل إلى 0.8 ثانية، ما يؤكّد أن الكوبيه والسبايدر من عروض 488 تتميزان بأنهما من أسرع موديلات فيراري التجارية مع زمن استجابة دقيق جداً مقارنة بعروض السباقات. ويتصل المحرّك بعلبة تروس أوتوماتيكية مزدوجة القابض الفاصل من 7 نسب مع نظام إدارة العزم المتغير VTM. ويمكن تعشيق نسب صندوق السرعات يدوياً عبر الضغط المتتالي من خلال العتلات المثبتة على المقود المستوحى من طرز فورمولا واحد. ولجعل 488 سبايدر أكثر إستجابة من الطراز السابق 458 سبايدر، أخضعت فيراري الأنظمة الإلكترونية المعتمدة لتحسينات وتعديلات، منها الإستعانة بالجيل الثاني من نظام التحكّم بزاوية الإنزلاق الجانبي SSC2، ما يعطي السائق حرية أكبر بمدخلات الخانق مع تدخّل أقل من نظام مانع الإنزلاق الدفعي. ووفق فيراري، أتاح ذلك زيادة التسارع بمقدار 12 في المئة عند المنعطفات مقارنة بالشقيق 458 سبايدر، فضلاً عن تحسّن في التوجيه وإستجابة الخانق بمقدار 9 في المئة.