طهران، جدة – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أن المحادثات ما زالت جارية في شأن اقتراح تبادل الوقود النووي، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان «الوقائع لا تدعم» تأكيد إيران الطابع السلمي لبرنامجها النووي. وقال نجاد في مؤتمر صحافي: «هناك محادثات جارية في شأن تبادل الوقود النووي». وأضاف: «لم تُغلق القضية بعد. نحن مستعدون لتبادل الوقود بنسبة 20 في المئة في إيران وبشروط عادلة وبالتزامن، مع أي بلد حتى مع أميركا». وزاد: «بدأنا التخصيب بنسبة 20 في المئة في إيران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت ذلك». وشدد على أن إيران «ستواصل التخصيب ولن تجامل أحداً»، معلناً «اختبار جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي، تبلغ طاقتها خمسة أضعاف أجهزة الطرد المركزي السابقة». واعتبر ان فرض عقوبات على إيران «لن يسبب لها أي مشاكل، بل ستنعكس على القوى الكبرى». في غضون ذلك، دان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي تصريحات لنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، اعتبرت فيها أن إيران في طور التحوّل الى «ديكتاتورية عسكرية»، قائلاً: «نأسف لاستخدام كلينتون مصطلحات وألفاظاً مصطنعة، للتغطية على حقيقة موقف الإدارة الأميركية، ومحاولتها دفع الرأي العام في المنطقة في اتجاه أمور غير واقعية وغير صحيحة». ووصف ذلك بأنه «تضليل حديث». وأضاف: «على الذين جسّدوا مظهر الديكتاتورية العسكرية خلال العقود الماضية منذ حرب فيتنام وحتى الآن، وينشرون قواتهم العسكرية في مختلف بقاع العالم، ودورهم واضح للعيان في جميع الحروب التي يشهدها العالم، أن يجيبوا عن الأحداث التي جرت خلف الكواليس في أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وعن الحربين اللتين شُنتا على أفغانستان والعراق من دون قرار من مجلس الأمن، وعن أهدافهم في اليمن». واعتبر ان «أميركا تخضع الى نمط من الديكتاتورية العسكرية وتسلك نهجاً عسكرياً سابقاً وتحاول إثارة توترات إقليمية وزعزعة الاستقرار في المنطقة التي يتجاهلون فعلياً واقعها وحقائقها». ونفى متقي تلقي بلاده أي اقتراح جديد من الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا حول تبادل الوقود النووي. وقال إن «الدول الثلاث سلّمت الوكالة الذرية رسالة جديدة، تُرجمت خطأً على انها اقتراح جديد». ووصف متقي محادثاته مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في طهران أمس، بأنها مشاورات وليست أي وساطة بين طهران والغرب، موضحاً: «أبلغنا أصدقاءنا الأتراك في شأن آخر التطورات حول الملف النووي الإيرانة السلمي». وقال إن «تركيا تدرك مواقف إيران جيداً والبرنامج النووي المدني الإيراني، لذلك يمكنها أن تساعد وفي شكل جيد في توضيح شفافية الموضوع النووي الإيراني، الى الدول الأخرى». وعرضت تركيا استضافة تبادل الوقود النووي على أراضيها، لكن داود أوغلو لم يتطرق إلى الملف النووي في المؤتمر الصحافي. وقال: «نأمل بأن تسيطر الديبلوماسية لتسوية الأزمات في المنطقة، بدل اللجوء إلى العنف». ونقلت وكال أنباء «مهر» عن داود أوغلو قوله إن «إيران دولة عريقة ومهمة في المنطقة، ومصيرنا مرتبط بمصيرها، ولا نريد أن تتكرر الصعوبات التي عانى منها الشرق الأوسط في الماضي». في جدة، قالت كلينتون خلال لقاء مع طالبات سعوديات في جامعة «دار الحكمة» الخاصة، إن إيران تؤكد أنها لا تسعى الى صنع قنبلة نووية، مضيفة أن «الوقائع لا تدعم ذلك». وأعربت عن خشيتها من أن امتلاك طهران سلاحاً نووياً سيؤدي الى «سباق تسلح في المنطقة». جاء ذلك بعد تشديد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع كلينتون مساء الاثنين الماضي، على أن «المملكة تريد ألا تنزلق المنطقة إلى سباق تسلح»، داعياً إلى «تطبيق معايير حظر أسلحة الدمار الشامل على جميع دول المنطقة من دون استثناء، بما في ذلك برنامج إسرائيل النووي». وأكد أن «المملكة تدعم جهود الدول الست لحلّ الأزمة النووية الإيرانية سلمياً وعبر الحوار»، داعياً طهران إلى «الاستجابة لتلك الجهود، لإزالة الشكوك الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي». ولفت الى ان «العقوبات ربما تؤتي أثرها، لكن الدول المجاورة لإيران في منطقة الخليج يأملون بحل فوري، وليس قراراً تدريجياً». وعلّق الفيصل على إمكان أن تقدم السعودية للصين ضمانات لدفعها إلى تأييد فرض عقوبات على إيران، قائلاً إن «الصينيين يتحملون بجدية مسؤولياتهم في مجموعة الدول الست، وليسوا في حاجة لاقتراحات المملكة حول ما يجب عليهم فعله».