بعثت موسكو امس باشارة قوية إلى إيران بإعلانها عدم إستبعاد فرض عقوبات جديدة عليها، في حال إصرارها على تجاهل المطالب الدولية. وأكد الكرملين أن الرئيس ديمتري مدفيديف أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الزائر لموسكو هذا الموقف. لكن الأخير طالب الروس بإتخاذ خطوات أخرى منها وقف تزويد «أعداء إسرائيل» بالسلاح الروسي . وأنهى نتنياهو أمس زيارة لموسكو أجرى خلالها محادثات مع مدفيديف الذي وصف إسرائيل بأنها « ليست مجرد شريك عادي بالنسبة إلينا بل بلد تربطنا به علاقات طويلة وتركيبة خاصة لسكانها»، في إشارة إلى وجود نحو مليون من اصل روسي يعيشون في إسرائيل. كما إلتقى نتنياهو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وقالت مصادر صحافية روسية إن الأجواء الدافئة التي إستقبل بها نتنياهو في الكرملين إنسحبت على مناقشة الملف الإيراني الذي كان أبرز محاور البحث. وأفاد مصدر قريب إلى الوفد الإسرائيلي بأن نتنياهو حذر الروس من أن تجاهل تطورات الوضع حول الملف النووي الإيراني ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة، مطالبا بدعم عقوبات «ذات أنياب» وعدم الإكتفاء بتشديد بسيط على العقوبات الحالية. وأعلنت الناطقة بإسم الكرملين ناتاليا تيماكوفا أن مدفيديف «أوضح الموقف الروسي لمحدثه» القائم على أساس أن المجتمع الدولي «يجب أن يكون على يقين من أن البرنامج النووي الإيراني يتصف بطابع سلمي. ولكن لا يستطيع أحد أن يستبعد إمكان فرض عقوبات على إيران في حال تهربها من هذا الالتزام». وقالت تيماكوفا «إن روسيا لا تزال تعتقد بان على إيران أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والبلدان الأخرى بشكل أوسع وأكثر فعالية في تقديم المعلومات حول برنامجها النووي». وكان الكرملين أعلن قبل ذلك أن المحادثات تناولت ملفات التسوية في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية. في المقابل أبلغ نتنياهو وسائل الإعلام الروسية إنه طالب موسكو بعدم تزويد «أعداء إسرائيل في الشرق الأوسط بأسلحة روسية»، في إشارة إلى سورية وإيران، وأوضح أن الجانب الإسرائيلي إمتنع عن تسليم جورجيا أسلحة و»ننتظر من الجانب الروسي خطوة مماثلة في المقابل». ويبدو أن هذا الملف كان موضوع نقاش و»مساومة» خلال المحادثات. إذ كان من اللافت أن الأجهزة الخاصة الروسية تعمدت أثناء تواجد نتنياهو في موسكو تسريب «معطيات متوافرة عن صفقة أسلحة إسرائيلية كانت في طريقها إلى جورجيا»، في الوقت ذاته لفت الأنظار توقيت إعلان النائب الأول لمدير الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري الكسندر فومين عن أن روسيا «تعمل على إزالة عيوب فنية حالت حتى الآن دون تصدير أنظمة صاروخية من طراز أس 300 إلى إيران». وأوضح فومين: «وجدنا عيوبا تقنية في مجال الترددات اللاسلكية، وتجري في الوقت الحاضر عمليات إزالة هذه العيوب، لذلك سيتأخر تنفيذ هذا العقد فترة». اللافت أن ملف التسوية في الشرق الأوسط، وبرغم حضوره في اعلان جدول أعمال الزيارة، غاب عن تصريحات المسؤولين الروس الذين إكتفوا بإشارة عامة حول أن «ملف التسوية تمت مناقشته وأن موسكو تؤكد أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات لدفع عملية السلام». في المقابل أثار نتنياهو موضوعا آخرا عندما طلب من الروس نقل رسالة إلى حركة «حماس» حول ملف جلعاد شاليط مفادها أن إسرائيل لن تطرح على الحركة اقتراحا أفضل مما تقدمت به بشأن صفقة التبادل المفترضة.