أرسل الجيش الباكستاني تعزيزات إلى منطقتي بونير وشانغلا شمال غربي البلاد، غداة انسحاب مقاتلي حركة «طالبان» منهما، فيما لم تستبعد مصادر في وزارة الدفاع حصول مواجهات دموية في المنطقتين، خصوصاً بعد حلول متشددين من بونير في مواقع مسلحي الملا فضل الله الذين استولوا على المنطقة لأيام بعدما جاؤوا إليها من سوات، وشكل ذلك انتهاكاً لاتفاق السلام الذي وقعته الحكومة مع مقاتلي سوات في شباط (فبراير) الماضي. وكشفت مصادر مقربة من وزارة الدفاع ل «الحياة» أن القوات الحكومية ستمشط كل مناطق القبائل، «في محاولة لحصر المقاتلين في منطقة إقليم وادي سوات قبل إطلاق عملية نهائية للقضاء عليهم، تنفيذاً لطلب أميركي نقله رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايكل مولن الى القيادتين السياسية والعسكرية في باكستان خلال زيارته لها هذا الأسبوع. ويسعى الجيش الباكستاني عبر هذا المخطط الى ضمان عدم مواصلة الغارات الجوية الأميركية التي تشن باستخدام طائرات استطلاع من دون طيار على مناطق القبائل». وأوضحت المصادر ذاتها ان المطالب الأميركية تشمل أيضاً عمل الجيش بجدية لتصفية كل من الملا فقير محمد، قائد المسلحين في إقليم باجور، وحكيم الله محسود الذي يدير معسكرات تدريب في منطقة اوركزاي القبلية التي استهدفها عدد من الغارات الأميركية، وبيت الله محسود قائد «طالبان باكستان» الذي رصدت واشنطن جائزة مقدارها خمسة ملايين دولار لقتله. وأشار متابعون لشؤون الجماعات الدينية في باكستان الى صحة المعلومات عن المخطط، معتبرين أن غياب الملا فضل الرحمن زعيم «جمعية علماء الإسلام» عن باكستان وسفره المفاجئ مدة 15 يوماً يلمح إلى قرب تنفيذ المخطط،، مذكرين بمغادرة الأخير الى لندن في تموز (يوليو) 2007، قبل أيام من اقتحام الجيش «المسجد الأحمر» في إسلام آباد، وكذلك سفر فضل الرحمن الى الخارج مع بدء عمليات الجيش في إقليم سوات وغيرها الصيف الماضي. ولفت متابعون إلى التغير المفاجئ في موقف زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف من اتفاق السلام في سوات، بعدما طالب الحكومة أخيراً بوضع حد لتصرفات المتشددين والحد من انتشارهم، فيما كان شدد سابقاً على ضرورة فتح حوار معهم. واتهم شقيقه شهباز شريف «طالبان باكستان» بالوقوف خلف العنف والتفجيرات في البنجاب وبقية أنحاء البلاد، علماً أن أربعة أطفال قتلوا بانفجار قنبلة خارج مدرسة ابتدائية للإناث في بلدة لقمان باندا (شمال غربي) أمس. في أفغانستان، قتل خمسة lمن رجال الشرطة بهجوم انتحاري ثلاثي استهدف مقر حاكم ولاية قندهار (جنوب). وقال احمد والي كارزاي، شقيق الرئيس حميد كارزاي، والذي يرأس برلمان الولاية ان «ثلاثة إرهابيين حاولوا دخول مقر حاكم قندهار، لكن الشرطة منعتهم ففجر أحدهم نفسه أمام المدخل الرئيسي، بينما دخل الانتحاريان الآخران عبر سور المبنى، حيث فجرا نفسيهما».