انتقدت وزارة الخارجية الكويتية أمس بشدة بياناً أصدرته السفارة الإيرانية حول القبض على ما يعرف ب»خلية العبدلي» والاتهامات التي وجّهتها النيابة العامة إلى أعضائها ال26 ومنها «التخابر مع إيران»، ولامت السفارة السلطات الكويتية لعدم إبلاغها هوية مواطنها، وهاجمت الإعلام الكويتي «لدوره السلبي»، مؤكدة ان «العلاقات الكويتية - الايرانية لا تتحمل مثل هذه التهم» . ومعروف أن كشف الخلية جاء بعد ضبط قوى الأمن أكثر من 20 طناً من الذخائر والمتفجرات، معظمها في مزرعة في منطقة «العبدلي» الحدودية مع العراق. وأحالت النيابة العامة ملف هذه القضية على القضاء قبل أيام متهمة 25 كويتياً وإيرانياً واحداً بحيازة هذه الأسلحة والمتفجرات وأجهزة اتصال لأغراض غير مشروعة والإنتماء الى «حزب الله» وبالتخابر مع ايران . وأعرب مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية عن «الأسف الشديد ورفض البيان الصادر من السفارة الإيرانية لدى دولة الكويت صباح اليوم (أمس) لتجاوزه أبسط القواعد والأعراف الديبلوماسية وهو أن التعبير عن مواقف الدول الرسمية ورغبتها في الحصول على معلومات في أي قضية ينبغي أن يكون من خلال القنوات الرسمية المتعارف عليها بين الدول وليس باللجوء إلى وسائل الإعلام» . وأضاف ان بيان السفارة «لم يراع، بكل أسف، الموقف الرسمي المعلن لدولة الكويت والذي عبّر عنه البيان الصادر عن مجلس الوزراء الموقر بتعامله مع القضية بروح من المسؤولية العالية والحرص الشديد على عدم إصدار أحكام مسبقة حتى يحكم القضاء المشهود له بنزاهته». وأشار إلى أن ‘القرار الذي أصدره النائب العام بعدم نشر أخبار أو بيانات تتعلق بخلية العبدلي يجسد حرص الكويت على وقف التداول الإعلامي لهذه القضية لما له من انعكاسات سلبية على سير القضية وإضرار بالمصلحة العليا والتحقيقات الجارية ولضمان الحكم العادل الذي سيصدره القضاء» . وكان بيان السفارة أعرب عن «استيائها الشديد لزج إيران في قضية داخلية ترتبط في أساسها بكشف أسلحة وذخائر». ولام الجانب الكويتي لأنه لم يبلغ إليها وجود متهم ايراني الجنسية في الخلية . وأضاف: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرب عن أسفها الشديد لمواصلة بعض وسائل الإعلام الكويتية لتحريضها السلبي إزاء العلاقات الثنائية بين البلدين وراحت تستهدف إيران بتهم واهية لم تثبت صحتها لدى المراجع القضائية حتى الآن» . وتابع ان «العلاقات الإيرانية - الكويتية لا تتحمل مثل هذه التهم الواردة في البيان، كما أن الجمهورية الإسلامية تؤكد أمن دول المنطقة كلها وتحرص على قيامها بدور بناء في تكريس الأمن والاستقرار».