نفذ ناشطو حملة «طلعت ريحتكم» في لبنان، أول من أمس (الثلثاء)، تحركاً مفاجئاً وغير مسبوق، باقتحامهم مقر وزارة البيئة والمكوث داخله حوالى ست ساعات، مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق الذي رفضوا التفاوض مع مستشاريه. إلا أن الاعتصام انتهى بعد أن أخرجتهم قوات الأمن بالقوة من المقر، فيما وعد القائمون على الحملة بمواصلة التصعيد في الأيام المقبلة حتى تنفيذ مطالبهم. وشهد الشارع اللبناني أمس تظاهرات تخللتها موجات مد وجزر من العنف مع قوات مكافحة الشغب. وتعرض عدد من الشبان للضرب بالأيدي والهروات، على رغم مناشدة وزير الداخلية نهاد مشنوق قوات الأمن عدم التعامل بالقوة مع المعتصمين. وانعكس الحراك على ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية التي غطت الأحداث حتى ساعات المساء وفتحت تغطيات مباشرة وخاصة بالحدث «النوعي». إلا أن اقتحام الوزارة من قبل ناشطي «طلعت ريحتكم» لم يلق قبولاً من بعض الناشطين واعتبروه خرقاً للقانون، فيما اعتبره آخرون أنه يندرج ضمن العمل السلمي الحقوقي لتنفيذ مطالب شريحة واسعة من اللبنانيين، خصوصاً أن أزمة النفايات ما زالت قائمة من دون إيجاد أي حلول من قبل حكومة تمام سلام ووزارئه. واتهم وزير الداخلية نهاد مشنوق @NohadMachnouk من جانبه، صباح أول من أمس، دولة عربية لم يسمها بتحريض «المشاغبين». وكتب على صفحته الخاصة على «تويتر»: «هناك دولة عربية تثبت التحقيقات أنها تقوم بدور فعال وسلبي في تحريض المشاغبين». وكتب الإعلامي اللبناني جمال فياض @jamalfayad على تويتر: «كلما قيل إنها تظاهرات الشعب، وضع المسؤولون نقطة على العين وتعاملوا معهم على هذا الأساس». وكتبت إحدى الناشطات: «أين الخطأ الذي ارتكبه الناشطون؟ تصرفوا بطريقة حضارية لم يكسروا شيئاً ولم يعتدوا على أحد». أما الموقع الرسمي لرئيس الوزارء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة فذكر أن كتلة «المستقبل» النيابية تعتبر أن «دخول وزارة البيئة يخدم من يتوسل الفوضى والخراب للبنان». وكتب المذيع والإعلامي طوني خليفة @TonyKhalifeh على خلفية اقتحام الوزارة: «الجميع أصبح يريد أن يلعب دور البطل على حساب أمن الوطن ودستورية المؤسسات وكيان بلد، هيبة الدولة يجب ألا تسقط في وجه علامات استفهام كبيرة». ورأى عضو تكتل «14 آذار» فارس سعيد @FaresSouaid بدوره، أن «المطلوب تطبيق الدستور وليس اسقاط النظام والتمسك بالطائف مسؤولية وطنية مشتركة». وجاء دخول «طلعت ريحتكم» مقر وزارة البيئة قبل ساعات من انتهاء مهلة ال 72 ساعة التي كانت أعطتها الحملة لتنفيذ مطالبها باستقالة المشنوق ومحاسبة زميله وزير الداخلية وحل أزمة النفايات وإجراء انتخابات نيابية. ووعدت الحملة عبر صفحتها على «فايسبوك» باستمرار الحراك، مؤكدة أن «كل حملات الاتهامات والتخوين لن تنال من عزمنا».