نجحت ادارة الرئيس باراك أوباما في تحقيق اختراقها الأمني الأكبر في حرب أفغانستان، مع اعلان القبض على الرجل الثاني في حركة طالبان الملا عبد الغني بارادار، في غارة سرية شنتها قوات من الاستخبارات الامريكيةوالباكستانية في مدينة كراتشيالباكستانية. وكشفت صحيفة نويورك تايمز عن خبر الاعتقال أمس وبعد ما يناهز الأسبوع على الغارة، ونقلت عن مسؤولين بالحكومة الامريكية إن الملا بارادار -الذي يوصف بانه أهم شخصية في طالبان تقع في الاسر منذ بداية الحرب في افغانستان- هو قيد الاحتجاز لدى السلطات الباكستانية منذ بضعة ايام ويجري استجوابه بواسطة المخابرات الاميركية والباكستانية. ويعتبر بارادار صاحب ثاني أكبر نفوذ في حركة طالبان بعد الملا محمد عمر، وكان على ارتباط بزعيم القاعدة أسامة بن لادن قبل هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وفيما لم تنقل الصحيفة أي تفاصيل عن عملية استجوابه، أكد مسؤولون أن القبض عليه يشكل "نافذة لحركة طالبان وقد يؤدي الى اعتقال قيادات بارزة أخرى." ويأمل المسؤولون في أن يوصل بارادار الى الملا عمر، الزعيم الروحي للحركة. وقرأ مراقبون الخطوة بأنها اختراق قد "يشل عمليات طالبان العسكرية (في باكستان) في المدى القصير." كما تعكس الخطوة نجاح التعاون الباكستاني-الأميركي والذي تزاي الى حد كبير في الآونة الأخيرة ضد طالبان. وحاول ادارة أوباما الاستفادة من عملية القبض داخليا، بالتركيز على نجاحات الادارة في محاربة الارهاب وخصوصا في ضوء انتقادات نائب الرئيس السابق ديك تشني واليمين الجمهوري لأوباما في هذا المجال وبعد الاتهامات له بتساهله مع الارهابيين. كما حاولت واشنطن ربطها بنجاح الاستراتيجية الجديدة في أفغانستانوباكستان وخصوصا على خلفية التصعيد العسكري في هلمند وتقدم قوات التحالف هناك للامساك بالمنطقة واضعاف عناصر طالبان.