اختلف المثقفون السعوديون على فكر المفكر عبدالله القصيمي يقول الدكتور باشراحيل في ذلك «الدارس لفكر المفكر عبدالله القصيمي يجب أن يتناوله ابتداءً من كتاب «الوثنية والإسلام»، ليرى كيف تحول القصيمي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من دون أن يترك مساحة للوسط». ويزيد «يبدو أنه تعرّض لحالات من الانكسار النفسي التي خرج منها بالكفر بالدين والإنسان العربي والتراث العربي ظناً منه أن تلك القيم سبب في سجن الفكر ومدعاة لتأخر الفكر العربي، فحاول اصطناع واقعٍ فكري يخرج هذه الأمة من مرارة التبعية والانقياد والاستعباد الفكري». ويعيب عليه انه «أبحر بعيداً إلى أعماق سحيقة أغرقته فكريا ولم يستطع الغوص أو السباحة لأنه عزّ عليه أن يعود إلى شاطئ الأمان من دون أن يجلب معه من لؤلؤ الفكر ما كان يظنه تغييراً في فلسفة الثقافة العربية فغرق وغرقت معه أفكاره التي لم يبق منها سوى مقدمات الكتب التي ألّفها وبرع في إبداع عناوينها، ونشهد له بأنه قادر على خلق العناوين المثيرة مثل، «العرب ظاهرة صوتية»، «العالم ليس عقلاً»، «هذي هي الأغلال»، «الكون يُحاكم الإله» وغيرها». ويرى الدكتور عبدالله أن القصيمي لم يأتِ بفكرٍ جديد ويضيف «لم يأت عبدالله القصيمي بجديد لا في أطروحاته الفلسفية أو الفكرية سواءً كمنهج استقرائي للفكر الماركسي، أم الفكر الغربي التحرّري، أم الفكر الإسلامي، ولم يستطع أن يُحدث تغيراً في المفاهيم العربية أو الغربية لغلبة اللغة الإنشائية في مؤلفاته على مادة الفلسفة والفكر التنطيري». ويظن الدكتور باشراحيل ان عبدالله القصيمي سيظل ظاهرة هامشية في واقع لا يقبل المساس بالعقيدة الإسلامية وفي أمّة تلفظ كل مغاير للمنهج الإلهي، وهو بهذا حكم على فكره حُكماً قطعياً بعدم الخلود وبالموت، لأنه لم يتراجع ولم يختر منطقاً وسطاً ليتلاقى مع أصحاب الفكر المختلف لتكون للاختلاف وجهات نظر تترك مجالاً للمناقشة والحوار، فكأنه ينتقم من ذاته ومن عروبته ومن دينه ومن إنسانه، فتراهُ وهو حائرٌ بين القناعة والرفض، ولقد التقيت به في شقته في المنيل بمصر قبل أكثر من ثلاثين سنة واستقبلني بحفاوة وتكريم وتقدير وأهديته بعضاً من دواويني الشعرية وليته رجع عن عناده فربما كان من أكبر فلاسفة الشرق والغرب.