شهدت بداية عطلة الاسبوع اللبناني الذي يفصلنا عن موعد إجراء الانتخابات النيابية ب 44 يوماً، انطلاق المزيد من الماكينات الانتخابية ومعها المواقف التي تتفاوت حماوتها بحسب الدوائر التي يتنافس عليها المرشحون المنقسمون بين قوى 8 و14 آذار وقلة مستقلة. ونبه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في تصريح امس، من «التعرض لأي طائفة إسلامية أو مسيحية لبنانية من أصحاب الأقلام المأجورة المرئية والمسموعة والمكتوبة»، داعياً إلى «التزام ميثاق الشرف الإعلامي الذي يضمن عدم التجريح والتحدي الذي قد يؤدي بالبلاد إلى الانهيار والدخول في فتنة سياسية». وقال في تصريح بعد اتصاله بنقيب الصحافة محمد البعلبكي ان «دار الفتوى لا تتدخل في شؤون الانتخابات النيابية والترشيحات خلافاً لبعض الاشاعات وهي على مسافة واحدة بين الجميع». وجدد رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع تأكيده ان الانتخابات «ستحدد أي لبنان نريد»، وقال خلال اطلاق الماكينة الانتخابية للائحة قوى 14 آذار والمستقلين في بعبدا، ان «الفريق الآخر يعتبر منطقة بعبدا في جيبه، وأؤكد ان هذه المنطقة ليست في جيب أحد، وستتصدى للغش والوعود الكاذبة وللشعارات الرنانة ولتزوير الحقائق ولحفاري القبور غير الموجودة، وللصياحين الشتامين بوجه كل من يخالفهم الرأي وللمزيف والتقليد». وأكدّ عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر امام وفود شعبية «أننا أمام خيارين، إمّا خيار مشروع الدولة الذي يعني الحياة، وإمّا خيار المشروع الأمني والميليشيات الذي يدمّر البلد، من هنا ندرك تماماً أنّ الانتخابات المقبلة هي مصيرية بامتياز». ولفت الى انّ «التنازلات التي رافقت تشكيل لائحة «التضامن الطرابلسي» هي لمصلحة وطنية أكبر واللائحة لم تجمع تناقضات انما يجمعها الكثير من التوجهات والقيم المشتركة، وهدفنا الأساس هو المحافظة على المشروع السيادي والاستقلالي والعمل على إنماء المدينة». واعتبر أن «الكلام عن محاصرة البعض هو كلام بعيد عن المفاهيم الديموقراطية»، وسأل: «هل إن هذا البعض حين كانت ظروفه السياسية تسمح له بحصد المقاعد، هل كان يحاول مصادرة بقية القوى السياسية في المدينة»، مشيراً الى أن «العمل الديموقراطي يحتكم الى الناس وهي وحدها التي تؤيد أو لا تؤيد». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية علي حسن خليل خلال لقاء انتخابي أن «عناوين الخطاب الانتخابي الذي يمارسه البعض في اعلان لوائحه يستخدم المفردات التي لا تخدم الاستقرار الداخلي ولا تعكس التزاماً بمناخ التهدئة، ومن يستحضر مثل هذه اللغة التي استخدمها خلال الأيام الماضية انما يعطي اشارة وانطباعاً بأنه لا يريد مصلحة الاستقرار في هذا البلد». وتابع: «نحن متفقون مع اخواننا في «حزب الله» وكل اطياف المعارضة على أن نخوض في المرحلة المقبلة عملية اصلاح حقيقية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي من خلال برنامج حقيقي يقدم للفريق الآخر من أجل ان ننتج معاً مشروعاً إنقاذياً للبنان». ورجح نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بصفته المنسق العام للماكينة الانتخابية، «فوز المعارضة بغالبية مقاعد المجلس النيابي وعلى الأقل أكثر من النصف بقليل». وتوقع أن «تحدث نتيجة كهذه اصطفافات جديدة وخصوصاً في جهة الموالاة»، معتبراً أن «الصورة الجديدة بعد 7 حزيران ستكون من رحم المعارضة وليس خارجها». وعن تنازل «حزب الله» عن مقعده في بيروت لمصلحة حركة «أمل»، قال الشيخ قاسم: «نحن لا نقف عند هذه المسألة الشكلية في مقابل الأمور الجوهرية التي لها علاقة بمشهد اتفاق المعارضة وبتثبيت الرؤية السياسية والعملية التي نريدها لمجلس 2009». وعن علاقة الحزب بالحزب التقدمي الاشتراكي، أكد أن «العلاقة تتقدم في شكل تدريجي، ومن الطبيعي أنه كلما تقدمت أكثر كلما عدّلت بعض الاصطفافات، وبالسياسة لا بد من ان يحصل تعبير عملي في اي تقارب سياسي من خلال أمور مختلفة، ولا نرى الآثار المباشرة في اللوائح الانتخابية، ومن الطبيعي أن نرى هذه الآثار بعد الانتخابات». وحذر رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد «من نتائج المغامرة التي يقوم بها تيار «المستقبل» في صيدا تحت عناوين انتخابية»، وانتقد خلال جولاته الانتخابية في صيدا شعار «شارك» الذي يرفعه الرئيس فؤاد السنيورة عنواناً لمعركته الانتخابية، وقال: «إنه شعار انتخابي لا صدقية له عند الصيداويين، وقال: «إن ذاكرة أبناء صيدا قوية، وهم يعرفون أن أبو الضرائب لم يشرك أحداً في سياساته الاقتصادية والاجتماعية وخصوصاً عندما قرر فرض الضرائب والرسوم ومضاعفتها على حساب لقمة عيش أبنائهم». وكشف منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار المرشح فارس سعيد أن «تشكيل لائحة ثالثة في جبيل أمر ممكن إذا كان هناك إصرار على استبعاد وعزل 14 آذار بهدف تأمين الفوز للائحة العماد ميشال عون المتحالفة مع حزب الله». وأعلن في مداخلة تلفزيونية أن «هناك اتصالات تجري في جبيل وكسروان على قاعدة تشكيل لوائح مستقلة تستبعد قوى 14 آذار عن هاتين المنطقتين». وكشف عن وجود «اتصالات بين فريق ما والمستقلين أكان في جبيل أم في كسروان»، لافتاً الى أنه «حتى لو تم فصل المنطقتين عن بعضهما بعضاً فستبقيان منطقة انتخابية واحدة، أي أنه في حال حصل تعاون بين 14 آذار والمستقلين في جبيل سينسحب هذا الأمر على كسروان». وإذ أكد أنه لا يتهم المستقلين بمحاولة استبعاد 14 آذار من جبيل، أعلن عن وجود «أربعة أو خمسة آلاف صوت يوجههم حزب الله في المعركة قد يعتبرون أن أي تعاون معي سيحرمهم من الصوت الشيعي أكان مستقلاً أم مدعوماً من حزب الله على قاعدة انني مصنف لدى الحزب بأنني أنتمي الى الخانة المعادية». ولفت سعيد الى أن «أبواب التعاون مع ناظم الخوري أو أي طرف في جبيل لا تزال مفتوحة»، مؤكداً أن «الكلام عن وجود لائحة مستقلة ترفض التعاون مع 14 آذار أنجزت في جبيل وينتظر إظهارها هو غير دقيق»، وقال: «بدأت المشاروات في الوحدة الانتخابية أي كسروان وجبيل اليوم ونملك علاقات جيدة مع جميع المستقلين والمشاورات هي قيد الانجاز ولا شيء جدياً قبل نهاية الأسبوع المقبل». ورأى عميد حزب «الكتلة الوطنية» المرشح عن دائرة كسروان كارلوس إده أن «حزب الله لو انتصر في الانتخابات النيابية المقبلة، سيكون هناك نوع من انقلاب أبيض على لبنان، وإن لم يفز في الانتخابات فسنمر في فترة جديدة من التهديد والابتزاز والتحدي». وأعرب في تصريح، عن قلقه من تسلم حزب الله الحكم، وسأل: «هل يقبل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون من خلال ورقة التفاهم مع حزب الله بأن يعطي شيكاً على بياض للإيرانيين للقيام بالعمليات العسكرية التي يريدون؟».