على رغم توجه العديد من سكان المنطقة الوسطى لدبي والقاهرة وبيروت، خلال إجازة الربيع الحالية، إلا أن الأجواء الربيعية أغرت الآلاف من سكانها لقضاء إجازة «الربيع» داخلها أو في المناطق البرية، إذ يؤكد المستثمر السياحي الدكتور ناصر الطيار، أن حركة السفر الخارجية قلّت نسبتها كثيراً خلال الإجازة الجارية، إذ فضّل الكثيرون قضاءها في المخيمات الشتوية، أو السفر إلى المدينةالمنورة ومكة المكرمة، أو التنقل ما بين الأسواق والفعاليات السياحية المحلية. وفيما تشهد إجازة منتصف العام الدراسي هذا العام انطلاق أكثر من 20 مهرجاناً وفعالية سياحية وتراثية ورياضية وترفيهية وثقافية في مناطق المملكة بأنشطة مختلفة، لفت نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للتسويق والإعلام عبدالله الجهني، أن سكان مدينة الرياض (5 مليون نسمة)، يعدون محركين ومصدرين أساسيين للسياحة في المناطق السعودية الأخرى، إذ إن الفعاليات في مناطق كالقصيم وحائل والشرقية تعد مصدر قوة سياحية، خصوصاً أنها تمتاز بجودة التنظيم ونوعية الفعاليات التي أصبحت من عوامل الجذب المهمة والأساسية للسياحة الداخلية، مؤكداً أن الهيئة تسعى إلى تعزيز مفهوم صناعة السياحة لإنعاش الاقتصاد المحلي، مثلما يحدث هذه الأيام في رالي حائل. وجاءت إجازة الربيع هذا العام، للطلاب والعاملين في الجهات التعليمية، من دون غيرهم، غير أن العديد من سكان الرياض أبدوا تذمرهم إزاء إغلاق الأسواق والمحال عند الساعة 12 ليلاً على رغم أن هناك إجازة، فيما اشتكى كثيرون ل«الحياة»، من ندرة الفعاليات في الرياض في هذه الإجازة تحديداً، و «كأن الجهات المعنية لم تعلم عن وجود إجازة يفترض أن تزدحم فيها الفعاليات»، بحسب محمد الخلف، الذي يعول 4 أبناء، متسائلاً: «لا أعلم أين سأذهب بأبنائي خلال فترة الإجازة، سوى الأسواق التي باتت مملة ورتيبة». وفي المقابل، اختارت أعداد غير قليلة من الأسر، التوجه إلى المخيمات البرية الجاهزة في المناطق المجاورة للرياض، إذ يؤكد أبو عبدالله، (أحد ملاك تلك المخيمات) أن في فترة الإجازة يصعب استئجار مخيم نظراً للحجز المسبق من قبل، مبيناً أن أسعار المخيمات تبدأ عند 400 ريال، وتتجاوز ال5 آلاف ريال، خصوصاً تلك المخيمات المسماة ب«الملكية»، فيما شهدت الاستراحات في منطقة الرياض ارتفاعاً في الطلب مع بدء إجازة الربيع، وهو ما حرص ملاكها على زيادة الأسعار أيضاً، إذ يشير إسماعيل مبروك، (مشرف على إحدى الاستراحات)، أن «الطلب الكبير على الاستراحات بدأ منذ أسبوعين، ومن يبحث عن حجز الآن سيجد أن السعر أصبح مرتفعاً إلى الضعف». وتباينت الآراء حول مدة إجازة الربيع، فعلى رغم أهمية العطلات للطلاب، خصوصاً أنها تجدد طاقاتهم، غير أن كثيرين أبدوا عدم رضاهم عن عطلة الربيع لهذا العام بحجة أنها قصيرة، فيما يعتبرها البعض فرصة مناسبة لأخذ قسط من الراحة والتقاط الأنفاس استعداداً لفصل دراسي جديد، غير أن الكثيرين «يحاولون عمل كل شيء في أسبوع واحد من زيارة للأقارب والتسوق والخروج للبر وحتى السفر»، كما يشير أحد سكان الرياض. ويستغل عدد من الشبان منطقة الثمامة البرية، إذ يتوافدون عليها منذ ساعات الصباح الأولى لقضاء أوقاتهم فوق رمالها، وتحدي كثبانها الرملية،إذ يعدها البعض حلاً سريعاً لسكان الرياض، عندما يبحثون عن مكان مناسب لقضاء أوقات الربيع، فيما شهدت بعض الأجهزة الحكومية تقدم أعداد كبيرة من موظفيها بطلب إجازة تزامناً مع إجازة الربيع. يقول إبراهيم الشثري (موظف حكومي) ان «إجازة الربيع جعلتني أتقدم بطلب إجازة لمدة أسبوع للاستمتاع بها مع أبنائي في مدينة دبي، خصوصاً أنهم مقبلون على فصل دراسي طويل».