اعترفت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة حائل بصحة ما ورد في مقطع مصور وثق مشادة كلامية، بين أحد المراجعين وطبيب عامل في مستشفى الغزالة العام (100 كيلومتراً جنوب مدينة حائل). وتقدم المراجع (والد مريضة) بشكوى ضد المستشفى والطبيب، مستنداً إلى المقطع. وشكلت المديرية لجنة للتحقيق في الواقعة، من الجوانب الطبية والإدارية، أحيل إثرها الطبيب إلى لجنة المخالفات الطبية، وفقاً لنظام مزاولة مهنة الطب، للنظر في القضية واتخاذ اللازم في شأنها. واعتذر المتحدث باسم «صحة حائل» عارف الغازي، عما حدث. وقال في بيان صحافي أمس: «تأسف المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة حائل لما حدث، وتستنكر مثل هذا التصرف من الطبيب». وأضاف: «إن التأخير في التعليق على الحادثة يعود إلى التحقق التقني والفني للمقطع الذي تم تداوله، ويوضح جزءاً من مشادة كلامية، بين مواطن وطبيب عامل في مستشفى الغزالة العام، وتقدم المواطن بموجبه بشكوى، وبناء عليها تم تشكيل لجنة التحقيق». وعن المشادة بين المواطن والطبيب، أوضح الغازي أنها «منظورة من جهة الاختصاص»، لافتاً إلى أن «المديرية توضح ذلك لتبين أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، وبما يكفل حقوق المواطنين والعاملين وفق النظام». وكان مغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تداولوا، خلال الأسبوع الماضي، مقطعاً مصوراً لا تتجاوز مدته 23 ثانية، لطبيب من جنسية عربية، يتفوه بكلمات «غير لائقة» تجاه مرافق لأحد المرضى في مستشفى الغزالة العام، رداً على تهديد المرافق للطبيب بأنه يملك مقاطع صوت وصورة تدين الطبيب. وعلى رغم عدم تحديد تاريخ نشر المقطع المتداول. فإن مدير المستشفى كشف أن التسجيل يعود إلى السبت قبل الماضي. وأثار المقطع موجة استياء واسعة بين مغردين في «تويتر»، الذين طالبوا «صحة حائل» ب«التحقيق» في الواقعة، وكذلك التريث وعدم الاستعجال في محاسبة الطبيب، وخصوصاً أن المقطع أظهر جزئية كلام الطبيب وهو منفعل، من دون أن يُعرف سر انفعاله أو تفاصيل ما حدث من المريض ومرافقه. وشدد المغردون على ضرورة «إنزال أقسى العقوبة بالمتورط في الواقعة، سواء أكان الطبيب أم المريض ومرافقه»، معربين عن استيائهم ممن قام بتصوير المقطع المتداول، لافتين إلى أهمية «فرض عقوبات صارمة بحق أي شخص، يقوم بتصوير العاملين في الجهات الحكومية بالخفاء، ومن دون علمهم». بدوره، أوضح مدير مستشفى الغزالة العام فواز الحربي ل«الحياة»، أن الواقعة حدثت يوم السبت قبل الماضي داخل المستشفى، بين الطبيب ومرافق أحد المرضى، مؤكداً رفضه التام لردة فعل الطبيب وما بدر منه تجاه مرافق المريض. وقال الحربي: «مرافق المريض يُعد مريضاً، ومهما كانت الأسباب، كان من المفترض ألا تكون ردة فعل الطبيب بهذا الشكل»، مشيراً إلى لجنة، شكلتها «صحة حائل»، حققت مع الطبيب في الواقعة وكتبت تقريراً مفصلاً عن ملابساتها. من جهته، أوضح المحامي المستشار القانوني علي العقل، في تصريح إلى «الحياة»، أن «حديث الطبيب في المقطع المتداول مرفوض وخاطئ، على رغم أن تفاصيل الواقعة لم تظهر بشكل مكتمل، كي يتم الحكم عليها»، موضحاً أن «مساءلة الطبيب، في حال ثبوت ارتكابه خطأ، ستكون من الجهة التي يتبعها، وذلك بعد التأكد من تفاصيل ما حدث وتسبب في خروج الطبيب عن طوره». يُذكر أن «الحياة» نشرت في تاريخ 24 تموز (يوليو) الماضي، خبراً بعنوان: «حائل»: مسلسل الاعتداء على الأطباء مستمر.. هذه المرة ب«سلاح أبيض»، الذي أورد تفاصيل حادثة اعتداء على طبيب عربي، بعد أقل من 48 ساعة من وقوع حادثة مماثلة، على طبيب أفريقي، في مدينة تربة (200 كيلومتراً شمال شرق مدينة حائل)، ليتكرر المشهد من جديد، لكن هذه المرة في محافظة الشملي (180 كيلومتراً جنوب غرب مدينة حائل) في حادثة مماثلة أيضاً، حين تعرض طبيب طوارئ عربي، يعمل في مستشفى المحافظة، لاعتداء بالضرب وتهديد بالسلاح الأبيض (سكين) من أربعة شبان، ما تسبب في إصابته بكدمات ورضوض في منطقتي الرقبة والوجه.