بعد أن صبر أولياء أمور طالبات محافظة دومة الجندل والمراكز التابعة لها، على نقل بناتهم في حافلات «متهالكة» طوال السنوات الماضية، إلى مبنى كليات البنات في مدينة سكاكا (50 كيلومتراً شرق دومة الجندل)، فوجئ أولياء الأمور بداية العام الدراسي برفض الجامعة نقلهن، بحجة «انتهاء عقد متعهد النقل». في حين أقرت الجامعة بوقوع «أخطاء» من المتعهد السابق، وتطبيق الشروط الجزائية عليه، واعدة بمعالجة المشكلة عبر التعاقد مع متعهد جديد، لتوفير 55 حافلة حديثة. وأبدى أولياء أمور الطالبات استياءهم من «عدم اهتمام الجامعة بتوفير باصات حديثة لنقل نحو 200 طالبة إلى مقر كليات البنات في مدينة سكاكا». وقالوا ل«الحياة»: «بدل أن تركز الجامعة جهودها على نقل مقر دراسة الطالبات إلى المدينة الجامعية المهيأة، التي تقع في منتصف المسافة بين دومة الجندل وسكاكا، أنشأت مبنى موقت لكليات البنات في مدينة سكاكا، فاقت كلفته 164 مليون ريال». وتفاعل الأهالي مع وسم (هاشتاق) أنشأه أولياء أمور الطالبات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعنوان: «#عزام_الدخيل_أنقذ_طالبات_الجوف_من_خطر_الحافلات»، وعرضوا فيه صوراً لحافلات جامعة الجوف التي تقل طالبات دومة الجندل «متعطلة» في الطريق. وأبدى عبدالله الشراري (ولي أمر طالبة) استغرابه من عدم توفير حافلات حديثة لنقل طالبات دومة الجندل والمراكز التابعة لها، وقال: «إن الجامعة ابتعثت طالبات إلى جامعات في قارات متعددة، في حين ترفض الجامعة نقل الطالبات مسافة 50 كيلومتراً». وأشار عبدالملك العنزي إلى أن «الجامعة تحدّت الأهالي حين رفضت نقل الطالبات، في الوقت الذي كان الأهالي ينتظرون توفير حافلات جديدة»، وقال: «إذا كانت الجامعة لا تستطيع نقل طالبات محافظة دومة الجندل والمراكز التابعة لها، فإن عليها فتح تخصصات لدراسة الطالبات في دومة الجندل». وقال العنزي: «إن رد الجامعة يثير الضحك، إذ كان يجب أن يشير إلى محاسبة المقصر والاعتذار»، مطالباً المحسنين «بالتبرع بحافلات نقل حديثة لطالبات محافظة دومة الجندل». وحول تأخر الجامعة في التوقيع مع متعهد جديد لنقل طالبات دومة الجندل والمراكز التابعة لها، طرح نايف الفلاح استفسارات حول هذا التأخير. وقال: «هل كان مدير الجامعة يتوقع أن تؤجل الدراسة؟». إلى ذلك، أصدرت جامعة الجوف بياناً لم يحمل اسماً نشرته في موقعها الرسمي، قالت فيه: «إن الجامعة أبرمت عقداً مع متعهد جديد، لديه خبرة كافية مع عدد من الجهات التعليمية في مناطق المملكة، واشترطت الجامعة على المتعهد الجديد توفير 55 حافلة بسعات مختلفة، وألا يقل موديل الحافلات عن 2014». وأوضحت الجامعة أن «المتعهد لم يبدأ عمله»، كما أقرت بحصول «أخطاء» في العام الجامعي الماضي من المتعهد، إذ تم تطبيق الشروط والعقوبات الجزائية اللازمة في حقه.