تثير الصفقات الضخمة لانتقال نجوم «البوندسليغا» إلى إنكلترا المخاوف من إفراغ البطولة الألمانية من المواهب على رغم العائد المادي لأنديتها. ويكفي أن البلجيكي كيفن دي بروين انتقل الأحد من وصيف بطل الدوري الألماني الموسم الماضي فولفسبورغ إلى مانشستر سيتي وصيف بطل إنكلترا قبيل إقفال باب الانتقالات الصيفية في صفقة قدرتها وسائل الإعلام البريطانية ب58 مليون جنيه إسترليني (نحو 89,3 مليون دولار). ودي بروين هو واحد من لاعبين عدة انتقلوا من الدوري الألماني إلى نظيره الإنكليزي. فالكوري الجنوبي سون هيونغ مين انتقل من باير ليفركوزن (الجمعة) الماضي إلى توتنهام هوتسبير في مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، بعد أن كان ليفربول دفع مبلغاً قدره 29 مليون جنيه للتعاقد مع البرازيلي روبرتو فيرمينو في حزيران (يونيو) الماضي، كما أن قائد منتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر انتقل الشهر الماضي إلى مانشستر يونايتد في مقابل 14 مليون جنيه إسترليني. وصحيح أن الصفقات الأربع أدخلت إلى خزائن الأندية الألمانية نحو 170 مليون يورو، لكنها أدت إلى مخاوف في دوري الدرجة الأولى في ألمانيا من أن تدفق السيولة سيزيد الفجوة بين الأندية الغنية والفقيرة. وقال مدرب هامبورغ برونو لاباديا في هذا الصدد: «هذا يعني أن الفجوة بين أندية الدوري الألماني ستكبر». وسجل انتقال دي بروين إلى مانشستر سيتي صفقة قياسية بالنسبة إلى كرة القدم الألمانية. ولكن غنى الأندية الإنكليزية يعني أنه من المتوقع أن تخسر الأندية الألمانية مزيداً من المواهب في المستقبل بحسب مدرب إينغلوشتات الوافد الجديد إلى «البوندسليغا» رالف هازينهيوتل. وقال هازينهيوتل: «إن المبالغ التي تدفع لا تصدق»، مضيفاً «أنا سعيد لأن لاعبي فريقي غير معنيين بالأمر، ولكن الوضع قد يتغير». وتلقى أندية فولفسبورغ وباير ليفركوزن وهوفنهايم الألمانية دعماً من شركات فولكسفاغين وشركة باير للأدوية و صاحب شركة البرمجة البليونير دييتمار هوب على التوالي. ولكن حتى فولفسبورغ نفسه ليس قادراً على دفع راتب أسبوعي إلى دي بروين يصل إلى 200 ألف جنيه إسترليني سيمنحه له مانشستر سيتي، إنه أجر لا يمكن حتى لبايرن ميونيخ بطل ألمانيا أن يدفعه بحسب رئيس شركة فولكسفاغن مارتن فينتركون. وقال فينتركون: «في مرحلة ما فإنك تكون عاجزاً أمام هذه المبالغ، وحتى بايرن ميونيخ الذي كان مهتماً بضم دي بروين في مرحلة معينة، قال في النهاية إنه لا يمكنه المنافسة بوجود هذه المبالغ». ودعا فينتركون المسؤولين في «البوندسليغا» إلى التفكير ملياً بما يمكن القيام به للحفاظ على الدوري الألماني أمام التفوّق المفترض للأندية الإنكليزية، التي تنفق الكثير من الأموال لأجل إثبات ذاتها». من جهته، اعترف المدير الرياضي لفولفسبورغ الدولي السابق كلاوس ألوفس أن الضجة التي رافقت انتقال دي بروين مدة أسبوع أثرت على فريقه، إذ إنه مع المدرب دييتر هيكينغ واجها أسئلة كثيرة من وسائل الإعلام للحصول على آخر المعلومات عن الصفقة قبل إعلانها رسمياً الأحد. حتى أن مدرب منتخب ألمانيا السابق ستيفان إيفنبرغ اعتبر أن هذه الأخبار أثرت على مستوى دي بروين في مباراة فريقه مع كولن (1-1) قبل 10 أيام. دافع دي بروين سابقا عن ألوان الفريق الإنكليزي الآخر تشلسي بين 2012 و2014 من دون أن يتمكن من فرض نفسه، ما دفع بالأخير إلى بيعه لفولفسبورغ في مقابل 18 مليون جنيه إسترليني وبعقد يمتد حتى 2019. وكان دي بروين (24 عاماً و33 مباراة دولية) أبرز لاعب في صفوف فولفسبورغ الموسم الماضي، وسجل 16 هدفاً وصنع 28 تمريرة حاسمة في مختلف المسابقات، ليقود فريقه إلى المركز الثاني في الدوري خلف بايرن ميونيخ وإلى لقب كأس ألمانيا وكأس السوبر على حساب البايرن. ومن المتوقع أن يلعب دي بروين مع مانشستر سيتي في الجهة اليمنى من وسط الملعب، إلى جانب رحيم سترلينغ والإسباني دافيد سيلفا، فيما سيكون الأرجنتيني سيرخيو أغويرو المهاجم الصريح الوحيد في التشكيلة الأساسية للمدرب التشيلي مانويل بيليغريني.