تترقب الأسواق قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، عن مصير شبكة سكك الحديد الرابطة بين دول المجلس، لتكون جاهزة للتشغيل بحلول عام 2020، وفقاً لآخر تحليل أجرته شركة «ميد». وفي الوقت الذي تحقق فيه مشاريع المترو في كل من الدوحة، ودبي، وجدة، ومكةالمكرمة، والرياض تقدماً «سريعاً»، فإن جهود تطوير شبكة دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال «بطيئة». وكشف تحليل بيانات مشاريع سكك الحديد والمترو، أن هناك مشاريع تقدر بنحو 61 بليون دولار قيد الإنشاء في المنطقة، ومن بينها مشاريع تتجاوز قيمتها 40 بليون دولار، تتمثل في العمل على خطوط المترو في الدوحةوالرياض، التي سيتم مناقشتها بالتفصيل في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في مؤتمر «ميد» السنوي ال11 لسكك الحديد، والمترو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المزمع عقده في دبي. وفي الوقت الراهن، فإن شبكات الخطوط البرية الرئيسة قيد الإنشاء هي العناصر النهائية لشبكة الحرمين السريعة بين جدة والمدينة، وخطوط الشحن التي تخدم الدمام والجبيل وخدمات التعدين في منطقة «وعد الشمال». وأوضح مدير المحتوى والتحليل في مشاريع «ميد» إدوارد جيمس، أنه «على رغم الأعوام التي انقضت في المحادثات والتخطيط، لا نزال بعيدين كل البعد من تطوير شبكة سكك الحديد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، على رغم أن ثلاثة أعوام فقط تفصلنا عن التاريخ الرسمي للافتتاح»، مشيراً إلى أن تطوير مشاريع الشحن والركاب للمسافات الطويلة، يمثل «تحدياً» في المنطقة، لأسباب تتعلق بالكلفة، والنواحي الجيوسياسية، والتكنولوجيا، وحقوق الطريق. وقال جيمس، في بيان صحافي: «خير مثال على ذلك المرحلة الثانية لشبكة الاتحاد للقطارات التي تقدر بنحو خمسة بلايين دولار، والتي ستمثل جزءاً من شبكة سكك الحديد لدول مجلس التعاون الخليجي، إذ تربط بين حدود أبوظبي مع السعودية وحتى مدينة العين، وستلتقي بالجزء الخاص بسلطنة عمان». وأضاف: «على رغم خضوع العطاءات التي قدمت لبناء المشروع للتقويم على مدار أكثر من عامين، قررت الجهة المسؤولة أخيراً طرح المشروع مرة أخرى للمناقصة، ما تسبب في تأخير المشروع. وفي الوقت ذاته تعد الكويت بعيدة من تنفيذ الجزء الخاص بها من الشبكة، إذ نظرت في حلول لتمويل المشروع من القطاعين الخاص والعام، بينما تسعى السعودية منذ أكثر من 10 أعوام إلى الخروج من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على الأرض، فيما يتعلق بإنشاء وصلة برية للقطارات تقدر بنحو 7 بلايين دولار لتربط بين جدةوالرياض». وعلى رغم عدم إحراز أي تقدم، إلا أن هناك إشارات على استئناف تطوير الخطوط الرئيسة لسكك الحديد في المنطقة، إذ تم تقديم العطاءات في وقت سابق هذا العام، لإنشاء المرحلة الأولى، من شبكة خطوط القطارات العُمانية التي تقدر بنحو 6 بلايين دولار. في حين ذكرت سكك حديد قطر «الريل» أنها تخطط لطرح المرحلة الأولى من خطوط الشحن والركاب طويلة المسافة للمناقصة في بداية العام المقبل، والتي تبلغ قيمتها 15 بليون دولار. وتتضمن الخطط إنشاء 34 ألف كيلومتر من سكك الحديد على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسيتطلب هذا الأمر استثمارات بقيمة تتجاوز 200 بليون دولار، ما يجعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق نشاطاً في هذا القطاع على مستوى العالم. وعلى النقيض، فإن قطاع المترو يتحرك بخطى سريعة على المستوى الإقليمي. فإلى جانب مترو الدوحة ومترو الرياض اللذان يجري العمل فيهما حالياً، من المتوقع أن تجري ترسية العقود لبناء مترو مكة والذي يقدر بنحو 11 بليون دولار، في حين ينتظر أن تطرح العطاءات قريباً لمترو جدة.