على رغم أنهن يملكن القدرة على النطق، إلا ان 10 سيدات قررن تعلم لغة الإشارة، مبتعدات قدر استطاعتهن عن الكلام، مركزات على فهم حركات الأيدي، وما تدل عليه. والتحقت السيدات بدورة «لغة الإشارة»، التي تنظمها لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية تاروت (محافظة القطيف)، التي انطلقت أول من أمس. وفيما وجدت سيدات سبباً لالتحاقهن في الدورة، لوجود معوق «أصم» في منازلهن. كان التحاق الأخريات في الدورة، التي تستمر خمسة أيام، تجاوباً مع إعلان اللجنة المنظمة، المتضمن «خلق وعي واندماج بين المعوقين والمجتمع، عبر التواصل معهم بلغتهم». وأوضح مدير اللجنة شفيق آل سيف (كفيف بصر)، أن الدورة «لا تتوجه إلى ذوي الاحتياجات الخاصة الصم، وإنما إلى الأسوياء في المجتمع، ليتمكنوا من التعامل مع الصم، وبخاصة أن ذوي الاحتياجات يتلقون تعليمهم الخاص بهم في البرامج الحكومية النهارية»، مضيفاً أن «إحدى الملتحقات في الدورة والدة لطفلة صماء. كما أن أخرى تتعامل في شكل يومي مع أختها الصماء». ويتولى التدريب مدرسات خريجات كليات التربية الخاصة، من حملة بكالوريوس في قسم السمعيات. وفيما تختتم الدورة برنامجها بعد نحو أسبوع، تبدأ أخرى مُخصصة للرجال، التحق فيها أربعة إلى الآن. وأشار آل سيف، إلى أن الدورة تعد «الثالثة، وأقيمت السابقتان في العام الماضي، والتحق فيهما نحو 12 طالبة وطالباً»، مبيناً أن الإقبال «لا يُعد ضعيفاً، وبخاصة أن اللجنة حديثة التأسيس، ومضى على وجودها أقل من عامين. كما أن طرق الإعلان عن برامجها كانت تقليدية. لكننا نستخدم الآن، رسائل «الموبايل» في الوصول إلى المجتمع، وتعريفهم في أنشطة اللجنة». وقال آل سيف: «إن الدورة تقام ضمن الأنشطة الخارجية في المركز، ويتمثل النشاط الرئيس في برامج صباحية، يدرس فيها طلاب التخلف العقلي والسمعي والنطق و»متلازمة دوان»، والإعاقة البصرية، إضافة إلى برامج مخصصة للأطفال من ذوي الاحتياجات، ممن تقل أعمارهم عن سن الدراسة، ويبلغ عمر إحداهن أربعة أعوام، إضافة إلى من فاتهم قطار الدراسة، وهن أربع فتيات، إحداهن لديها إعاقة سمعية، وتبلغ من العمر 37 سنة، فيما أنهت ثلاث منهن الكفاءة، ولم يتمكن من إكمال الثانوية لعدم وجود مدرسة. كما يلتحق في البرنامج المسائي 14 طالباً وطالبة، وهم طلاب منتظمون في البرامج النهارية الحكومية، التي تقدم بناءً أكاديمياً، ومهارات حساب آلي، ورسم وخياطة وإعاقة بصرية وغيرها». ويعمل آل سيف، على «إنهاء برنامج إحصاء التربويين والإعاقات في محافظة القطيف، لإحصاء المدرسين، ومعرفة الراغبين منهم في التعاون مع المركز، ما يمكننا من وضع خطط مستقبلية، تغطي المنطقة كلها، إلا أن بعضهم، على رغم معرفته بأهداف البرنامج، ينسحب منه». ويقول آل سيف، الذي أنهى المرحلة الابتدائية حين فقد بصره في ال11 من عمره: «إن أغلب مكفوفي البصر، فقدوه في وقت لاحق من حياتهم، وقليل منهم ولد كفيفاً». والتحق في معهد النور في القطيف. كما التحق في برنامج إكمال الثانوية المسائي». شغل وظيفة مأمور سنترال في مستشفى القطيف المركزي، إلى أن أنهى الثانوية. ويقول: «نحن أول دفعة تُنهي الثانوية، وضمت ثلاثة طلاب، وأغلق البرنامج بعد ذلك بثلاث سنوات. ولم يستمر غير ست سنوات». ويعد المجتمع «حبيس مشكلة وعي، إذ يسود بين الناس اعتقاد أن المعوق انتهى أمره. ولا يمكنه التكيف مع المجتمع والمساهمة فيه. كما أن بعض الأسر تُهمل ابنها المعوق، ما جعلنا نضع ضمن أهدافنا التدخل المبكر لإنقاذ الموقف». إذ شارك في عدد من برامج التوعية، الهادفة إلى تغيير الصورة النمطية عن ذوي الاحتياجات الخاصة في أذهان الناس.