«آخر العلاج الهدم»، عبارة اتفق عليها عدد من أعيان الطائف، كحل للقضاء على انتشار المخالفين وضعاف النفوس في الأحياء العشوائية في المحافظة، إذ رأوا أن إزالتها وإعادة تخطيطها بطرق حديثة، ستقضى بنسبة كبيرة على الجرائم والتجاوزات في الطائف، مجمعين على أن تلك المناطق أضحت مواقع ملائمة لأرباب السوابق ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل، يتوارون خلف منازلها المتهالكة وأزقتها الضيقة المتعرجة، بعيداً من أعين رجال الأمن الذين ما انفكوا يكثفون من حملاتهم فيها، فيما الخطر لا يزال متواصلاً. ويرى عمدة حي نخب عبدالله محمد أن المواطنين يلعبون دوراً كبيراً في انتشار المخالفين وضعاف النفوس في حي النمل، الواقع ضمن مهماته الإدارية، بالتساهل معهم وغض الطرف عن تجاوزاتهم. وقال: «إن حيهم العشوائي يتكون من منازل شعبية وأزقة ضيقة، تتحول في فترات المساء إلى أماكن موحشة ومرتع خصب للتجاوزات والجرائم، كترويج المخدرات، والممارسات غير الأخلاقية»، مؤكداً أنه على رغم الحملات الأمنية المكثفة عليها، إلا أنه سرعان ما يعود ضعاف النفوس إليها. وأشار إلى أن مروجي المخدارت ينتشرون في حي وادي النمل بكثافة، ويعملون على تصيد المراهقين، مشيراً إلى أن الحل في إزالة العشوائيات كافة، وإعادة تشييدها وتأهيلها مرة أخرى، لكشف أي مخالف يحاول الاقتراب منها. بدوره، أوضح عمدة حي الشهداء الشمالية عيضة الحارثي أن جبل البازم المدرج ضمن نطاق الحي، يعد مقراً دائماً للجاليات المختلفة، إلى جانب شريحة كبيرة من العزاب وأرباب السوابق، مشيراً إلى وجود تجمع عدد كبير من ضعاف النفوس في قمة الجبل، يمارسون ترويج المخدرات، بالاستعانة بمعاونين لهم يقفون في الطرق المتفرعة، يخبرونهم بموعد قدوم رجال الأمن. ورأى أن القضاء عليهم لن يكون سوى بإزالة العشوائيات، وإعادة تخطيط المنطقة من جديد وبطرق حديثة. وأفاد الباحث الاجتماعي حمّاد السالمي أن المجرمين وضعاف النفوس لديهم القدرة على اختيار الأماكن المناسبة لتكون منطلقاً لتجاوزاتهم، كالمناطق النائية البعيدة من الأعين، موضحاً أن الأحياء العشوائية في المدينة مهمة عند أرباب الجريمة، لافتقارها للتنظيم الهندسي إلى جانب طبيعتها الطوبوغرافية المعقدة. وأرجع تفشي المخالفين في العشوائيات إلى أزقتها الضيقة وليلها المظلم على الدوام، ما يشكل ستاراً لهم من الجهات المعنية، معتبراً تواجدهم في المجتمع ينغص على الأبرياء معيشتهم. ورأى أن الحل بإزالتها وإعادة تخطيطها من جديد، لتتسع شوارعها ويعمها النور على الدوام، وتفتح نوافد منازلها على حدائق وميادين ومرافق أمنية وخدمية على مدار الساعة.