دعا الأسترالي بيتر غريست، أحد الصحافيين الثلاثة في قناة "الجزيرة" القطرية الذين حُكم عليهم أمس (السبت) في مصر بالسجن ثلاث سنوات، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العفو عنهم، معتبراً أن دوافع هذا الحكم سياسية. وحكمت محكمة جنايات القاهرة على بيتر غريست (49 عاماً) مع الكندي محمد فهمي (41 عاماً) والمصري باهر محمد (31 عاماً) بالسجن ثلاث سنوات لإدانتهم بنشر "أخبار كاذبة" والعمل من دون تصاريح، وذلك بعد محاكمة أثارت انتقادات دولية. وقال بيتر غريست في مؤتمر صحافي عقده اليوم في سيدني "في غياب أي دليل يؤكد حصول أعمال تستحق الإدانة، فإن الخلاصة الوحيدة التي يمكن أن نتوصل إليها هي أن دوافع سياسية تقف وراء الحكم". وأضاف "أمام الرئيس السيسي الآن فرصة لتصحيح هذا الظلم. عليه أن يتحرك كما قال إنه سيفعل منذ البداية وأن يعفو عنّا لو حُكم علينا". وحُكم على الأسترالي غيابياً بعد ترحيله من مصر في وقت سابق من هذه السنة، أما الصحافيان الآخران فأُعيد سجنهما بعد صدور الحكم. ودين الصحافيون الثلاثة بنشر "أخبار كاذبة" دعماً لجماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي، الذي أقصاه الجيش عن السلطة في عام 2013. وقال القاضي حسن فريد قبل النطق بالحكم إنه تبين للمحكمة على وجه "القطع واليقين" إن المتهمين "غير صحافيين" وإنهم كانوا يعملون من "مكان غير مخصص للإعلام"، وهو فندق "ماريوت" المطل على نهر النيل، حيث أوقفتهم السلطات في نهاية عام 2013. وأوقف فهمي وغريست في غرفة فندقهما التي حولوها إلى مكتب، لكن فهمي الذي عمل من قبل في شبكة "سي ان ان" الأميركية يؤكد أنه لم يكن على علم بأن "الجزيرة" لم تعد تملك التصاريح اللازمة وان إدارتها لم تبلغهم بذلك يوماً. وطالبت كندا بالإفراج "الفوري وغير المشروط" عن مواطنها، فيما أعربت الولاياتالمتحدة عن "خيبتها العميقة وقلقها" حيال الحكم. وخلال محاكمة أولى في حزيران (يونيو) 2014، صدرت في حق الصحافيين الثلاثة عقوبات قاسية، لكن محكمة النقض ألغتها وقضت بمحاكمتهم من جديد. وكان السيسي صرح العام الماضي "كنت أتمنى ترحيل هؤلاء (الصحافيين) فور القبض عليهم، بدلاً من محاكمتهم".