برأت الجهات المختصة في الطائف ساحتها من مسؤولية تساقط صخور على طريق الكرا الرابط بين المحافظة والعاصمة المقدسة، وتسببها في إغلاق الطريق أمام العابرين خلال اليومين الماضيين، في وقت تزداد فيه تساؤلات الأهالي عن المسؤول، لا سيما وأن إغلاقه يوم أمس، جاء بعد فترة وجيزة من خضوعه لعمليات صيانة أزالت العقبات كافة منه، إذ أكد فرع وزارة النقل أن المشروع لا يزال تحت مسؤولية الشركة المنفذة، فيما رأت إدارة المرور أنها تؤدي عملها على الوجه المطلوب في العقبة، أما الدفاع المدني فالقى بالمسؤولية على الأهالي في ما يحدث من تساقط صخور بسبب مطاردتهم للقردة في الموقع وقذفها بالحجارة. وقال المواطن عبدالله آل حجلة: «أصبحت لا أستخدم طريق الكرا، لخطورته ولتساقط الصخور فيه من حين لآخر»، مشيراً إلى أنه بات يعاني من الفوبيا من الطريق، متسائلاً عن الجهات المعنية بإنهاء المعاناة التي يعيشونها، وطالبها بالعمل على تكثيف جهودها لحماية عابري الطريق، لا سيما وأن المخاطر تزداد بتساقط الأمطار على المحافظة هذه الأيام. وشكا خالد العتيبي من المخاطر التي تحدق بهم، لا سيما كبار السن والأطفال، مؤكداً أنه يحرص على مرافقة والديه وأطفاله خلال تجاوزهم الطريق. وأفاد أن مخاوفهم ازدادت أخيراً بسبب تساقط الصخور على الطريق وإغلاقه، لافتاً إلى أنهم لا يعرفون الجهة المختصة التي يلجأون إليها، لإنهاء معاناتهم التي ازدادت هذه الأيام بهطول الأمطار. وأكد أن من يهوي من تلك المنطقة شاهقة الارتفاع سيكون مصيره الموت، متمنياً من الجهات المختصة إنهاء معاناتهم سريعاً بوضع وسائل السلامة في الموقع. بدوره، أعلن مدير فرع وزارة النقل في محافظة الطائف المهندس عمر الحسيني ل«الحياة» أن المرحلة النهائية من ضمان مشروع الهدا لا تزال تحت مسؤولية الشركة المنفذة للمشروع، مشيراً إلى أن الشركة لديها مقر في الموقع وموظفون يعملون على الصيانة اللازمة للطريق بشكل يومي، «ريثما يتسلم المهندسون والمراقبون الميدانيون في وزارة النقل المشروع». وأفاد أن الشركة المنفذة أنشأت الخرسانات وثبتت الصخور المحيطة بالموقع للحيلولة دون تساقطها على العابرين، لافتاً إلى أن إنشاء الطريق جاء بعد دراسة مستفيضة ومتكاملة، راعت كثافة الحركة المرورية والعوامل المناخية الأخرى. من جهته، ذكر مدير مرور محافظة الطائف العقيد عبدالله الشهراني أنه لايوجد أي تنسيق بينهم وبين مصلحة الأرصاد في هذا الجانب، لافتاً إلى أنهم في حال رصدهم الخطر على المسافرين يؤدون واجبهم، ويوجهون باستخدام الطريق البديل، ولا يسمحون بالمرور إلا للحالات الطارئة المتجهة إلى مستشفى الهدا العسكري بعد التأكد من وضعهم. وقال: «ويؤدي مرور العاصمة المقدسة دوره في إرشاد القادمين من مكةالمكرمةوجدة، وتوجيههم إلى استخدام طريق السيل، أما المسافرون الذين يفاجأون بسقوط الأمطار وهم في منتصف الجبل تتعامل معهم دورياتنا الموجودة على مدار الساعة في الموقع وتوقفهم في مناطق آمنة والانتظار حتى زوال الخطر». وبيّن أنهم يعملون على فتح الطريق أمام المسافرين، والاستعانة بنقطتين للتحكم في مراقبة طريق الهدا وانسيابية الحركة المرورية، في قمة الجبل والأخرى في منطقة الكرا السفلية. مطالباً المسافرين عند مشاهدتهم السماء ملبدة بالغيوم بالتواصل مع المرور على الرقم 993 لتتم إفادتهم عن الحال. في المقابل، حمّل مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة الطائف العميد محمد الشهري في حديثة إلى «الحياة» الأهالي مسؤولية تساقط الصخور من المرتفعات على طريق الكرا، مشيراً إلى أنهم يطاردون القردة ويقذفونها بالحجارة ما يجعل الصخور المحيطة بها عرضة للسقوط على المارة. لا سيما وقت هطول الأمطار. وتوقع أن تستمر المشكلة إلى أن تتدخل الجهات المختصة للقضاء على تلك التصرفات من خلال توعية المواطنين الذين يرتادون الموقع بكثرة. وأكد أنه توجد فرقة للدفاع المدني مجهزة بوسائل السلامة كافة، على استعداد للتدخل وقت الكوارث لا سمح الله، موضحاً أنهم يتدخلون بناء على ما يصلهم من مصلحة الأرصاد، إذ يوجد تنسيق مسبق بين الجهتين في هذا الشأن.