أعلن الهلال الأحمر الإماراتي عن حملة كبرى لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن، ومساعدة نحو 10 ملايين شخص تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة. وتستمرّ الحملة، التي تنطلق اليوم تحت شعار «عونك يا يمن»، لمدة شهر لحشد الدعم لصالح برامج الهيئة ومشاريعها الموجّهة إلى المتأثرين من الأحداث في اليمن وتخفيف معاناتهم. ووجّه رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بأن تطلق هيئة الهلال الأحمر هذه الحملة تعزيزاً للدور الإنساني الذي تضطلع به الإمارات حالياً، لتخفيف المعاناة ومساندة اليمنيين في تجاوز ظروفهم الراهنة، من خلال توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية وإظهار أكبر قدر من التضامن مع المتأثرين من الأحداث، ولفت الانتباه إلى صعوبات الحياة التي يواجهونها والإسراع في إعادة أوضاعهم إلى ما كانت عليه قبل الأزمة. وتشارك الإمارات في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، في إطار «عاصفة الحزم» و «عودة الأمل». وقدمت العديد من الشهداء في العمليات التي تنفّذها في اليمن بطلب من الشرعية اليمنية، كما تقدّم مساعدات إنسانية لعودة تشغيل المرافق اليمنية، وأبرزها مطار عدن الدولي، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين الذين شرّدتهم الحرب. وأكد رئيس هيئة الهلال الأحمر، الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، اهتمام دولة الإمارات قيادة وشعباً بالظروف الإنسانية السائدة حالياً في اليمن، قائلاً: «إن هذا الاهتمام يجسّد متانة العلاقات الأخوية والروابط الأزلية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الإماراتي واليمني»، وأعرب عن قلق الإمارات إزاء الظروف التي يواجهها المتأثرون من الأحداث في اليمن. وأضاف أن معاناة اليمنيين تتفاقم يومياً، ما ينذر بكارثة حقيقية تهدّد حياة الملايين من الأشقاء، وشدّد على أن هذه الظروف تتطلّب تضافر الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية للحدّ من معاناة المتضرّرين وتحسين أوضاعهم. وأوضح الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في تصريح لمناسبة إطلاق حملة «عونك يا يمن»، أن دولة الإمارات أدركت مبكراً حجم الكارثة المحدقة بملايين اليمنيين نتيجة الأزمة الأخيرة. وقال أن هيئة الهلال الأحمر تتابع عن كثب تداعيات الأوضاع الإنسانية في اليمن من خلال تواصلها الدائم مع الساحة اليمنية، عبر وفودها الموجودة حالياً وسط اليمنيين ومساعداتها الممتدة لجميع شرائح المجتمع هناك. وأضاف أن الهيئة لم تكن بعيدة من مسرح الأحداث في اليمن الذي عانى كثيراً من النزاعات المسلّحة والكوارث الطبيعية، وأثقلت كاهله عمليات النزوح الجماعي الداخلية، مشيراً إلى أن الهيئة ظلّت موجودة هناك منذ مطلع تسعينات القرن الماضي ببرامجها الإنسانية ومشاريعها التنموية التي طاولت معظم المحافظات اليمنية، وما زالت تعمل بقوة لتخفيف المعاناة وصون الكرامة الإنسانية. وشدّد رئيس هيئة الهلال الأحمر على أن الهيئة بدأت مرحلة جديدة لتعزيز مجالات الاستجابة الإنسانية تجاه الأشقاء في اليمن، من خلال تكثيف جهودها في الفترة المقبلة وتلبية جميع الاحتياجات الغذائية والطبية والخدمية والتنموية بالسرعة المطلوبة. ودعا جميع قطاعات المجتمع في الإمارات الى مساندة جهود الهيئة ودعم برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية الممتدة للمتأثرين الذين تتهدّدهم الأخطار. وناشد سموّه المحسنين والخيّرين من أبناء الدولة والمقيمين لمساندة فعاليات الحملة. وأكدت هيئة الهلال الأحمر أنها استكملت استعداداتها لتنفيذ توجيهات القيادة وإطلاق حملة التبرعات على مستوى الإمارات، وحشدت طاقاتها البشرية وكوادرها التطوعية لتعزيز الحملة وإنجاح فعالياتها، لإظهار أكبر قدر من التضامن مع الأشقاء في اليمن. ونشرت مندوبيها في نحو 200 موقع على مستوى الإمارات، وأجرت المزيد من عمليات التنسيق مع شركائها الإنسانيين، وأهابت بجميع قطاعات المجتمع في الإمارات لمساندة جهودها ودعم برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية الممتدة للمتأثرين في المحافظات اليمنية.