بعد اكتمال التحضيرات اللوجستية واللمسات الأخيرة وعلى المستويات كافة، تتدفق الحشود الشعبية والرسمية اليوم الى ساحة الشهداء وسط بيروت لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري والذين سقطوا معه. وعشية الذكرى صدرت سلسلة مواقف نوهت بمزايا الرئيس الراحل ودعت اللبنانيين الى أوسع مشاركة بالمناسبة تأكيداً للوحدة الوطنية، فيما زار ضريح الحريري رؤساء الطوائف الإسلامية شددوا على الوحدة الوطنية والإلفة وفاء لخط المسيرة التي سلكها الرئيس الحريري، ووضع وفد من كتلة «التنمية والتحرير» النيابية اكليلاً من الزهر باسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري. دعا رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في حديثين تلفزيونيين أمس الى العمل على تحويل ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري «الأليمة الى يوم للقاء وطني بين كل اللبنانيين المؤمنين بالعيش المشترك والاستقلال والحرية والنظام الديموقراطي». وحض السنيورة جميع اللبنانيين على النزول (اليوم) «للقاء في ساحة الحرية رافعين العلم اللبناني الذي نتوحد ونلتقي حوله من دون كل الأعلام». واعتبر السنيورة ان «شهداء السادس من أيار (مايو) مهدوا للاستقلال الأولي وشهادة الرئيس الحريري ورفاقه كانت تمهيداً بالدم للاستقلال الثاني». وقال وزير الدولة وائل أبو فاعور في حديث اذاعي عن مشاركة النائب وليد جنبلاط: «لدينا قراءة سياسية جديدة ووجهة نظر جديدة نطرحها على كل الفرقاء وهناك مرحلة سياسية يجب أن تقرأ بطريقة معينة وهذا كل ما في الأمر»، معتبراً أن «العلاقات اللبنانية - السورية تقتضي مراجعة نقدية من كل الفرقاء»، وداعياً «كل السياسيين لمراجعة هذه العلاقة لما فيه مصلحة البلدين». وأشار الى أنه «حتى اللحظة لم نعلم كيف ستكون مشاركة النائب جنبلاط في الذكرى». واعتبر النائب مروان حمادة ان «ثورة الأرز ستؤكد غداً (اليوم) أنها لا تزال ثورة من أجل الأرز لا ثورة ضد أحد، وستكون ذكرى الاغتيال الذكرى الأهم»، لافتاً الى أن «قوى 14 آذار ساهمت ديبلوماسياً وسياسياً في انقاذ لبنان في حرب 2006 اضافة الى الجهد العسكري للمقاومة»، موضحاً أن «المحكمة الدولية هي التي تبحث إن كان اتهام سورية بالاغتيالات سياسياً أم قضائياً». وشدد حمادة في حديث تلفزيوني، على أن «المناخ السائد بعد الانتخابات النيابية وبعد تصويب العلاقة مع سورية الى علاقات من دولة الى دولة، يجب أن يكون إيجابياً نظراً للمناخات الإيجابية التي تحدث عنها الرئيس الحريري، والنائب جنبلاط». واعتبر حمادة ان «طريقة تعاطي الرئيس سعد الحريري التي تشبه طريقة تعاطي والده الراحل ستساعد على العبور الى الدولة»، مؤكداً أن «الناس ستنزل لتحيي ذكرى كل الشهداء والنضال الذي سمح للبنان بالانتقال من موقع الى موقع». ودعا النائب سمير الجسر في بيان الى أوسع مشاركة «لنثبت ان ثورة الأرز والسيادة والحرية والاستقلال التي انطلقت شرارتها عقب الجريمة باقية، والشعب ملتزم كل شعاراتها، وفاء لجميع الشهداء». وأشار النائب ميشال موسى الى أن «الرئيس نبيه بري كان اقترح أن تكون هذه الذكرى، ذكرى وطنية شاملة، وهذا الاقتراح لم يلق قبولاً، واليوم وبعدما تغيرت الأمور عن السابق وأصبح هناك حكومة وحدة وطنية والتشنج بين القوى زال، كنا نأمل في ظل هذه الحكومة، حكومة الوحدة الوطنية، تنفيذ فكرة الرئيس بري وتكريم رجل وطني هو الرئيس رفيق الحريري»، مؤكداً أن «الجميع سيكرّم هذا الرجل ولكن كل واحد على طريقته». واعتبر النائب عبداللطيف الزين ان اغتيال الحريري «كان اغتيالاً للبنان بأكمله ولولاه لما كنا توصلنا الى اتفاق الطائف». وتوجه النائب عاطف مجدلاني الى الشهيد الحريري قائلاً: «أردت بيروت التي عشقت، لؤلؤة الشرق، فهوجمت، والكل اليوم ينعم بما خططت وأنجزت. وأردت أن يكون حق وعدالة، ولم تدرك ان الحقد عليك سيصل الى هذا الحد وتكون أنت الهدف. فجاهدنا وحققنا لك وعنك ما أردت وكانت محكمة دولية لمحاكمة المجرمين الغادرين ولن يهدأ بال وحبل المشانق بعيد عن أعناقهم، لكشف الحقيقة، وليكون الحق وتكون العدالة». ودعت النائب ستريدا جعجع «الجميع لتلبية نداء الواجب و «الحكيم» (قائد «القوات» سمير جعجع) للنزول الى «ساحة الحرية»، فيما أكد نائب رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات» النائب جورج عدوان ان «ذكرى 14 شباط تأكيد أن حركة 14 آذار لم تنته وانه في أي تسوية لن تتخلى عن ثوابتها»، موضحاً أن «خطاب الذكرى سيتسم بالهدوء ولن نستفز أحداً ولكن لن نزيح عن المبادئ». وأكد أن «القوات» تعي الظرف القائم والمتغيرات وتتصرف بكثير من الحكمة والرئيس الحريري حليف بكل ما للكلمة من معنى و14 شباط سيثبت ان القوات لا يمكن عزلها». ورأى عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي عقاب صقر ان «الحشد له دلالة كبيرة وللتجمع اكثر من رسالة»، لافتاً الى ان «سورية لا يمكنها أن تتخطى جمهور 14 آذار»، ومعتبراً ان «إذ لم تجدد جماهير 14 آذار البيعة فإنها تباشر في عملية انتحار جماعي». ولفت الى ان «الرسالة التي ستوجه (اليوم) ستعطي صورة للعالم ان دمنا ليس رخيصاً وهذا رد على اسرائيل». وأكد ان «المناسبة ليست ملكاً لأحد ولا يستطيع أحد أن يفرض على الطرف الآخر ان يشارك او لا، ولا أعتقد أن «حركة أمل» إذا أرادت أن تشارك ستمنع»، وقال رداً على سؤال ان «حزب الله لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باغتيال الرئيس الحريري». وأكد النائب السابق مصطفى علوش «ان سقف الخطابات سيلتزم بيان الأمانة العامة ل «14 آذار» في لقاء البريستول، لأننا نؤمن بالدولة وبأن هناك تحولاً واضحاً باتجاه تصحيح العلاقات وهناك فرصة يجب أن تعطى لهذه الأمور». واعتبر رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان «إن الذكرى تتجه لتأخذ الطابع الجامع للبنانيين». وأوضح في حديث الى موقع «14 آذار» الإلكتروني أن مشاركة حزبه «ستكون وجدانية». وأشار الى أن الرئيس سعد الحريري «ترك من خلال التقارب الشخصي الذي حصل بينه وبين الرئيس بشار الأسد في دمشق أفضل الانطباع عن شخصيته وعن حرصه على العلاقات اللبنانية - السورية الأخوية وعن مجمل الموقف القومي»