جدد وزير الثقافة والاعلام السعودي عبدالعزيز خوجة حرص المملكة العربية السعودية على الاستقرار في لبنان، مذكراً بأن خادم الحرمين الشريفين «دائماً ما يردد قولته الشهيرة: «ان لبنان في القلب، وفي قلوبنا جميعاً»، وكنت في كل تلك السنوات الغالية على قلبي(اثناء وجوده سفيراً في لبنان) أستمع الى توجيهاته في كل ما من شأنه تأكيد تلك العلاقات التاريخية بين بلدينا، وما يسهم في استقرار لبنان وأمنه ونمائه»، مشيراً الى ان «الكثير تحقق للبنان وأصبحنا نراه حراً مستقلاً بمجلسه النيابي الكبير، وبرئيس وزرائه، وقبل ذلك برئيس الجمهورية». وكان خوجة يتحدث في لقاء تكريمي اقامته الجمعية العالمية لخريجي الجامعة الاميركية في بيروت - قسم الهندسة والعمارة على شرفه لكونه اختير من قبلها رجل العام 2009. وأقيم الاحتفال في فندق «فينيسيا» ليل اول من امس، برعاية رئيس الجامعة الاميركية في بيروت بيتر دورمان، وحضره وزراء ونواب وسفراء وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية واكاديمية واعلامية. وبعدما تحدث رئيس قسم الهندسة والعمارة في الجامعة سامي علي الدين عن اهمية «تكريم الشخصية الكبيرة الشاعر والوزير المفكر الدكتور خوجة»، اعتبر المنسق العام للجمعية عصام ابو الحسن ان المحتفى به «يجسد المبادئ والقيم التي وضعها مؤسس الجامعة الاميركية في بيروت دانيال بلس عام 1866، مبنية على حق الانسان بالحرية، حرية المعتقد، حرية احترام الرأي والرأي الآخر، تشجيع التفكير النقدي، وتنمية روح النزاهة والتسامح والتعالي فوق السياسات والانانيات والطائفيات». والقى الشاعر هنري زعيب كلمة للمناسبة، وتحدث الرئيس العالمي للجمعية السفير السابق خليل مكاوي عن شخصية الوزير خوجه ومزاياه الانسانية، قائلاً ان «هناك أجماعاً لدى جميع اللبنانيين الذين عرفوه عن كثب خلال تمرسه بمهماته كسفير لبلاده في لبنان انه يمثل التواضع والاعتدال والانفتاح كما عفة اللسان ورجاحة العقل والحكمة والتبصر، وقيم العلم والحرية والديموقراطية التي هي من صلب رسالة الجامعة الاميركية في العالم العربي منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا». وتحدث وزير الاعلام طارق متري عن «فرادة» المحتفى به، قائلاً: «جاءنا سفيراً ولم يمضِ إلا وزيراً، اعترافاً من المملكة الشقيقة بوفير فضله في ابانة سياستها وتبيين مقاصدها في زمن التشوش واللغط والمغالطة فهو تعالى بنبل على حملات الافتراء، وجعل من الأعمال رداً بليغاً على التجريح والكذب. يوم كان بيننا سفيراً لبلاده، أزددنا معرفة بالثابت من خياراتها والمتجدد من سياساتها فازدادت علاقاتنا التاريخية رسوخاً، وصارت أسوة حسنة في العلاقات الأخوية باتساعها وتنوع جهودها دعماً ومؤازرة وتيسيراً للوفاق واحتراماً للسيادة واعترافاً بالخصوصية». ونوه دورمان «بإنجازات المكرم على الصعيدين المهني والشخصي، ملخصاً رحلته من ايام الجامعة في الرياض حيث تخصص في الكيمياء والجيولوجيا الى حيازته شهادة الدكتوراه من جامعة «برمنغهام»، وقال: «لا يمكنني التفكير بشخص أفضل من الدكتور خوجه كمثال للحياة العامة البناءة والحياة الخاصة المتعطشة للتجارب الانسانية المختلفة». ودعا الوزير خوجه إلى «العودة الى لبنان والجامعة الاميركية واعتبارهما ملجأ آمناً له في هذا العالم الواسع». ورد الوزير خوجة بكلمة عن علاقته ببيروت والجامعة «التي كانت مجمعاً للعلماء والمثقفين والأدباء والساسة العرب بمختلف أفكارهم وتياراتهم، وكانت خلاصة لما يجري في دنيا العروبة من نزعات متضاربة في الادب والفكر والسياسة والفن، يختلف اصحابها ويتفقون ويتخاصمون في ما يذهبون اليه، ولكنهم سرعان ما يتصالحون حين يتيهون فخراً وخيلاء بأنهم طلبوا العلم او درسوا في الجامعة الاميركية ببيروت». ورأى ان تكريم الجامعة الاميركية ممثلة بجمعية خريجي كلية الهندسة والعمارة له «إنما يرمز الى معانٍ عظيمة، أجلها وأعمقها تلك الاواصر العميقة التي تجمع بلادي المملكة العربية السعودية بالجمهورية اللبنانية، قيادة وحكومة وشعباً، وكانت السنوات التي تشرفت فيها بأن أكون سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في لبنان مناسبة طيبة لأعرف مقدار الحب الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قلبه لهذا البلد الغالي لبنان، ولكم استمعت الى ما يكنّه الملك عبدالله للبنان واللبنانيين من محبة، وحرصه على أمنه وسلامه واستقراره، يفرح لفرحه ويألم لألمه، ويسعد غاية ما تكون السعادة حينما عبر لبنان واللبنانيون عن ارادتهم وخيارهم». ورأى ان «لبنان يشعرنا دائماً بأنه موئل للتعايش والتنوع والوئام، وسيظل بمشيئة الله بيئة خصبة للابداع والفن والجمال. وشخصياً فإن علاقتي بلبنان رائدها وأساسها الحب لهذا البلد الذي يهدي قاصديه الحب والفرح والامل، وأحسب ان أعظم ما خرجت به من لبنان وتعلمته منه هو ان نشيع الحب والفرح والامل». وكان خوجة زار دورمان في منزله في حرم الجامعة الاميركية. واستقبله اعضاء مجلس الامناء وبينهم الوزير السابق غسان تويني والرئيسان السابقان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، وتحدث السنيورة عن الدعم السعودي للبنان، مؤكداً «أن التاريخ سينصف الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية مباشرة، وايضاً في شكل غير مباشر، ومن لا يحب أن يرى او يتعامى عن الحقيقة يتناسى هذا الأمر». وقال ان الوزير خوجة «لعب دوراً اساسياً في تمكين لبنان من تخطي ازماته، ولا ننسى عندما وقعت احداث نهر البارد لم يكن لدينا ذخيرة لنصف يوم، ومع ذلك اخذنا القرار وهو من أصعب القرارات في حياتنا، وللشهادة لو لم تكن هناك اعصاب قوية لدى الحكومة ورئيس الحكومة لاتخاذ القرار، لكان لبنان الآن تغيرت خارطته كلياً». ورد خوجة قائلاً: «كانت اياماً صعبة، لكننا كنا نحس في المملكة بهذا الدور وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكل الدولة كانت معكم قلباً وقالباً، وانا كنت اشعر بأنني جزء منكم، صحيح كانت اياماً صعبة ولكننا تعلمنا منها الكثير».