قال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة: إن المركز يوزع مساعداته في كل المناطق اليمنية «من دون تمييز، ويشمل ذلك صنعاء والضالع وعدن»، وأكد أن إنشاء المركز جاء إنسانياً وحيادياً بعيداً عن أي دوافع أخرى»، وأن «المركز ليس لليمن فقط وإنما لدول العالم، ولكن التوجيه جاء بأن نبدأ في اليمن أولاً». وأشار الربيعة في حديث إلى «الحياة» أمس، أن نحو 5 ملايين يمني استفادوا حتى الآن من الخدمات الإنسانية التي قدمها المركز، موضحاً أن هناك دراسة للتأكد من الحاجة لإنشاء مستشفيات ميدانية في الداخل اليمني. وأوضح الربيعة أن قرار إنشاء المركز جاء بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، «ليكون المركز هو الذراع الأساسي والإغاثي للسعودية، كونها (المملكة) في مقدم الدول التي تبادر في تقديم العون للدول والمجتمعات التي تواجه الكوارث الطبيعية أو الحروب (...) لكن تشتت العمل وتوزعه بين جهات في الدولة وجهات في القطاع الخاص ربما ضيع هذا الجهد، ولذا كانت حكمة الملك بتوحيدها وتنظيم العمل الإنساني في مؤسسة واحدة هي المركز»، مؤكداً أن كلمة خادم الحرمين أثناء تأسيس المركز «رسمت خطة عمل المركز، بأن يكون مبنياً على البعد الإنساني بعيداً عن أي دوافع أخرى». وأشار إلى أن المركز ينتهج الحيادية في أداء عمله: «ينبع ذلك من معدن المملكة التي تستمد دستورها من شريعة الدين الإسلامي، والمركز تأسس لحرص المملكة على أهمية اليمن، وبدأ من لا شيء في تأسيسه حتى تم إيجاد الكوادر، وهناك تعاون كبير بين قطاعات وزارات الداخلية والدفاع ورئاسة الاستخبارات العامة والمالية وهيئة الهلال الأحمر، واليوم تم إيجاد فريق عمل ومجلس تنفيذي وأطلقنا برامج إغاثية عاجلة ومنها نقل العالقين اليمنيين في الخارج إلى بلادهم، وهذا نجاح كبير بالنسبة لنا، وكل هذه البرامج نفذناها في مدة قياسية». وأضاف: «قدمنا برامج تعنى بالسلال الغذائية ووزعنا منها 550 ألف سلة، وهناك أكثر من 3 ملايين ونصف مستفيد من هذا البرنامج، وسيرنا قوافل بحرية، ونجهز حالياً الباخرة الثانية وهي تحمل أطناناً من المواد الغذائية والدوائية، والمركز هو أول مؤسسة إنسانية تصل إلى مطار عدن، وقمنا في بداية عملنا بتجهيز المرافق الصحية في معظم المستشفيات في الداخل اليمني، وندرس حالياً إيجاد مستشفيات ميدانية متى ما دعت الحاجة إلى ذلك». ونفى الربيعة حصر توزيع المساعدات في أماكن معينة داخل اليمن، وقال: «توزيع المساعدات يشمل المحتاجين إليها، نحن نعمل بمهنية عالية، وقدمنا المساعدات في صنعاءوعدن والضالع وسنذهب إلى كل مكان آمن بالتنسيق مع الحكومة الشرعية، وجهزنا المستشفيات في كثير من المواقع، ولدينا في المملكة اليوم نحو 2500 يمني يتلقون الرعاية الطبية، وجهزنا مخيم مأوى في الداخل اليمني وكذلك مخيماً آخر في محافظة شرورة بالمملكة، وأطلقنا فرعاً تنسيقياً في عدن، وسنعمل على افتتاح أفرع متى ما دعت الحاجة إلى ذلك». ولفت إلى أن هناك حاجة اليوم في اليمن تركز على تقديم الغذاء والدواء وهو ما يعمل عليه المركز، الذي بدأ في إبرام الاتفاقات الدولية لتستفيد أسر الشهداء من دعم السعودية الذي قدم للأمم المتحدة أخيراً. وإن كان المركز سيعمل مع الدول الأخرى الراغبة في تقديم مساعداتها لليمنيين، قال الربيعة: «المملكة قائمة حالياً بكل شيء، وربما اهتمامنا سيكون بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والمؤسسات الدولية الإغاثية في كل أنحاء العالم، ولن نمانع من التعاون أية جهة دولية». ... والطائرة ال10 تصل إلى عدن محملة بأطنان من المواد الطبية وصلت أمس (الجمعة)، الطائرة الإغاثية السعودية ال10 التي سيرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى مطار عدن، وتحمل 10 أطنان من المحاليل الطبية. وتأتي هذه المساعدات - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتقديم المساعدات العاجلة للشعب اليمني، ومتابعة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وأمر ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية الملكية السعودية لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية وعلى متنها فريق متخصص من المركز. وأوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ أمس، أن هذه الرحلة تحمل 10 أطنان من المحاليل الطبية التي ستوزع في اليمن على مستشفيات ومراكز ومحافظات اليمن، مؤكداً أن التنوع في الطائرات الإغاثية يأتي لتحقيق المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المواطن اليمني، وأن الجسر الإغاثي مستمر بإشراف مباشر من المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ووفق خطط وبرامج أعدها المركز لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية.