استقرت أسعار النفط أمس بعدما تعافت من أدنى مستوياتها في ست سنوات ونصف سنة بفعل انتعاش أسواق الأسهم ونمو قوي للاقتصاد الأميركي وأنباء عن تراجع إمدادات الخام من نيجيريا. وسجل النفط أكبر مكاسبه اليومية منذ عام 2009 أول من أمس إذ صعد مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف أكثر من عشرة في المئة. واتجه الخام الأميركي إلى تحقيق أول مكاسبه الأسبوعية في تسعة أسابيع لينهي أطول موجة خسائر من نوعها منذ العام 1986. ونزلت أسعار النفط العالمية بمقدار الثلث منذ أيار (مايو) ولا تزال تقل كثيراً عن نصف مستواها قبل سنة بسبب الوفرة الكبيرة في معروض الوقود وتباطؤ الطلب. وساهمت مخاوف في شأن الاقتصاد الصيني في زيادة حدة الهبوط خلال الأسابيع الأخيرة. غير أن بعض المحللين قالوا إن أسواق النفط انخفضت كثيراً وبسرعة كبيرة ومن ثم يبدو التعافي مرجحاً. وأضافوا أن ارتفاع الأسهم وبيانات النمو الاقتصادي الأميركي القوية وتعطل خطوط أنابيب في نيجيريا كانت أسبابا كافية للتعافي أول من أمس. وانخفض سعر مزيج برنت 15 سنتاً إلى 47.41 دولار للبرميل. وارتفع الخام 4.42 دولار عند التسوية أول من أمس ليصل إلى 47.56 دولار للبرميل. واستقر الخام الأميركي من دون تغيير عند 42.56 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة مرتفعا 3.96 دولار. وأعلنت وحدة «شل» في نيجيريا حالة القوة القاهرة في شأن صادرات خام بوني الخفيف أول من أمس بعد إغلاق خطي أنابيب رئيسين في البلاد بسبب حوادث تسريب وسرقة. وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن فنزويلا تجري اتصالات مع دول أخرى أعضاء في «أوبك» وتطالب بعقد اجتماع طارئ مع روسيا لإعداد خطة لدعم أسعار النفط. وقال مسؤولون في دول خليجية أعضاء بالمنظمة إن لا فرصة تذكر لأن تعقد المنظمة اجتماعا من دون دعم السعودية التي أكدت من قبل أنها لا ترى ضرورة لعقد هذا الاجتماع. دفعت موجة هبوط ثانية لأسعار النفط في 2015 الدول العربية الأعضاء في منظمة «أوبك» إلى خفض توقعاتها للأسعار هذا العام مبدية استعدادها لتحمل انخفاض أسعار الخام لفترة أطول من أجل حماية حصتها في السوق وكبح إنتاج منافسيها. ويرى مندوبون لدى «أوبك» ومن بينهم مندوبو دول خليجية أن الاضطرابات الاقتصادية في الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم قصيرة الأمد ومن المستبعد أن يكون لها تأثير كبير على الطلب على الخام الذي سيرتفع في الربع الأخير لعوامل موسمية.