حمّلت المذيعة السعودية سميرة مدني أسباب التعصب الرياضي لمسؤولي الأندية والجماهير والإعلاميين، وأكدت ان «التصريحات» اللاذعة من بعض مسؤولي الاندية تجاه الحكم السعودي أسهمت في تدني مستواه، وأشارت في حوارها مع »الحياة» الى ان هناك حملة «شرسة» تجاه الحكام، موضحة ان مشاركتها في تغطية عمل القوات السعودية على الشريط الحدودي الجنوبي أضافت لها الكثير في مسيرتها الاعلامية كمذيعة في القناة السعودية الاولى، كاشفة انها تمارس ركوب الخيل بشكل يومي قبل توجّهها الى عملها. فإلى تفاصيل الحوار: كيف توفّقين بين عملك كمذيعة في مجال بعيد عن الرياضة وممارستك لها؟ - أولاً الرياضة متنفّسي الدائم، على رغم انشغالي بطبيعة عملي كمذيعة في القناة الأولى السعودية، ولا أجد الراحة إلا عندما أقوم بممارستها بشكل يجعلني أعود بقوة ونشاط، واعتقد ان الرياضة لا يمكن الاستغناء عن ممارستها مهما كانت الظروف التي تجبر الإنسان على عمل وغير ذلك. كيف كانت بدايتك في الإعلام عموماً؟ - كانت بدايتي كصحافية في صحيفة «الاقتصادية»، وتعلمت من خلالها الكثير في حياتي الإعلامية إلى أن حصلت على فرصة الانخراط في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي كمذيعة في برنامج صباحي حقق لي الكثير من الفائدة، إضافة إلى انني أقوم بعمل كمعدة برامج، وهذا فادني من واقع خبرتي في مجال الصحافة. ما نوع الرياضة التي تمارسينها؟ - بدأت في الفترة الاخيرة أمارس ركوب الخيل، وهي الرياضة المحببة لي بشكل لا يوصف، إذ انها تنمّي العقل والذهن بشكل كبير، وقد تستغرب لو قلت إنني أمارسها يومياً ما يقارب الساعتين على رغم انشغالي، إلا أنها تأخذ حيزاً كبيراً في حياتي لعشقي لها، إضافة إلى انني أمارس رياضة المشي بشكل كبير، خصوصاً ان طبيعة عملي كمذيعة يستوجب مني اللياقة الجيدة للتنقل دون أي تعب. مشاركتك أخيراً في التغطية التلفزيونية للقوات السعودية على الشريط الحدودي الجنوبي، كيف تصفين تلك الخطوة؟ - أفتخر بأنني أول امرأة سعودية تقوم بتغطية حرب الجنوب، وما واجهته هناك من متاعب إلا انني سعيدة جداً بالتواجد، واكتشفت مدى لياقتي الجيدة هناك، وأنا أتسلّق الجبال لتغطية الحدث من مكانه، ووسط ذهول جنودنا البواسل وهم يشاهدون مذيعة في القناة السعودية تسابقهم بين تلك المرتفعات الهائلة، ولا يمكن ان أصف لك شعوري وقتها من الفرح وأنا أشارك إخواننا هناك حتى لو بتغطية ما يعملون، وأنا أعتبرها أياماً لا تنسى في حياتي تلك التي عشتها في منطقة جازان. أي البرامج الرياضية تشد انتباهك؟ - البرامج الرياضية كثيرة منها المثير الذي يستحق المتابعة ومنها عكس ذلك، ولكن في الأخير يبقى العمل الجيد ظاهراً أمام الجميع والكل يتابعه ويهتم بموعد طرحة أمام المشاهد، وأعتقد أن البرنامج الذي يقدمه مصطفى الآغا في قناة ال «mbc» يعد من أجمل البرامج التي أحرص على مشاهدتها لخفة روح مقدمه والطريقة الجيدة الذي يستخدمها الآغا في طرحه، بعيداً عن التشنج الذي يحصل من بعض المذيعين، خصوصاً وهي برامج رياضية تحتاج من مقدمه إلى الروح الرياضية وإعطاء كل فريق حقه بعيداً عن التعصب الذي يفقد البرنامج هويته. لو عرض عليك تقديم برنامج تلفزيون رياضي، هل ستوافقين؟ - عرض ذلك كثيراً في فترة سابقة، ولكن هوايتي الرياضية كركوب الخيل والمتابعة فقط، ولكن الدخول في تفاصيلها قد لا أوفّق فيها على رغم الاجتهاد، ورأيت أنه من الظلم لي أن أدخل في هذا المجال، و تستهويني برامج أخرى غير الرياضية. هل تتابعين الرياضة المحلية، وأي الفرق تشجعين؟ - متابعة جيدة للدوري السعودي، وأحب أن أبارك للهلال تحقيقه لبطولة دوري زين للمحترفين، وهو الجدير بها، وكذلك أهنئ الشباب بحفاظه على بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد للمرة الثانية على التوالي، وأعتقد أن ما يميز الدوري السعودي عن غيره قوة الفرق المتنافسة فيه، ولا تجد فريقاً سعودياً يحقق بطولات الموسم كاملة، وهذه تمنحه الأفضلية في آسيا، وبالنسبة للفريق الذي أشجعه قد تستغرب أنه لا يوجد لدي فريق معين، لكنني اعشق الفريق الذي يلعب كرة جميلة. كيف تصفين عدم تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010؟ - من البداية كانت مسيرته غير مرضية، وكانت هناك مواجهات للمنتخب خرج منها إما خاسراً أو متعادلاً أثرت في مسيرته، وليست مباراة البحرين هي السبب وكان بإمكاننا أن لا نصل للملحق من البداية، ولكن يجب أن نعمل من الآن للبطولات المقبلة، والقائمون على المنتخب السعودي لديهم الخطة المناسبة لإعادة «الأخضر» إلى كامل توهجه المعروف عنه، ولعل مشاركتنا لأربع بطولات «مونديالية» متتالية لم تحصل بمحض الصدفة، ولكنها بتفوق للاعبين وسط الميدان وبالتخطيط الجيد من المسؤولين. ما المزعج لك في الرياضة؟ - التعصب دمار لكل شيء، والرياضة أكثر ما ينطبق عليها مبدأ التعصب وأعتبره تخلفاً للشعوب، ويفقد الكرة جمالها، ولابد أن نكون راقين في تعاملنا من غير تعصب سواء لمسؤولي الأندية وللجماهير، وحتى للإعلاميين، فالرياضة تنافس شريف يجب أن تتقبل الخسارة مثل ما تفرح عندما تكسب لقاء، والمزعج في الفترة الأخيرة هي الحملة الشرسة على حكامنا، ونحن نعرف أن أفضل الحكام أقلهم أخطاء والحكم قد يصيب ومعرض أيضاً للخطأ، ولكن استمع بعد كل مباراة للتصريحات القوية واللاذعة من بعض المسؤولين في الأندية على الحكام، ما أسهم في تدني مستوى الحكم المحلي بعدما كان في السابق يحكّم في البطولات العالمية ويشار له بالبنان. ماذا عن متابعتك للبطولات الأخرى؟ - في بعض الأوقات تشدني بعض المباريات لأهميتها وللإثارة التي تسبقها، وأعتقد أن مواجهة المنتخبين العربيين مصر والجزائر التي أقيمت في السودان، وانتهت بفوز الجزائر وتأهله إلى مونديال جنوب أفريقيا كان من أسوأ المباريات التي شاهدتها، بسبب الأحداث التي سبقت المباراة، ما أدى إلى تشنج الجميع بعد المباراة.