أوضح الدكتور شريف العبدالوهاب، أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني «تشتكي للأسف من خريجي الثانوية العامة، إذ عادة ما تصطدم بانعدام سلوكيات العمل الجماعي واليدوي (الفني)، والتي يجب أن تكون قد زرعت من المرحلة الابتدائية، «فعلى سبيل المثال نادراً ما تجد بأن الطلاب الداخلين أياديهم ناعمة أو لا يعرفون استعمال المنشار اليدوي أو الكهربائي أو استعمال المطرقة اليدوية لدق مسمار في الحائط أو الخشب أو أساسيات السلامة في استخدام الأدوات ممارسياً وليس حفظاً وتسميعاً على الورق... فتبدأ المؤسسة في تدريب أي داخل على أساسيات كان الواجب امتهانها في المراحل التعليمية المبكرة ومن ثم تبدأ مرحلة التدرّب على كيفية اكتساب المهارات للمهنة التخصصية والتي عادة ما تواجه بتحدي من الطالب في الانضباط وتنفيذ أفضل ما في قدراته وليس الحد الأدنى المطلوب كما هو حاصل اليوم... ومن ثم ينهي المتدرب سنتي التدريب من دون معرفة لسوق العمل وحاجاتها أو ممارساته لتلك المهن على رغم تطبيقه لفصل تطبيقي في إحدى المنشآت». وأوضح أن المرحلة ما قبل الأخيرة للشاب السعودي، هي وزارة التعليم العالي، فهي أيضاً تشتكي من ضعف قدرات الطالب البحثية والسلوكية للتعلم الذاتي مضيفاً: «لا يستطيع الطالب تحديد التخصص المراد بحسب حاجة سوق العمل أو عدم معرفته في دخل تلك المهنة بعد التخرج من ذلك التخصص أو بحسب ميوله لأنه لم يعمل سابقاً تطوعياً أو بصورة منتظمة في أحد النشاطات المهنية وبإشراف مباشر أو شبه مباشر من المدرسة، «والأسوأ من ذلك يعتبر في عدم معرفة الجامعة بالتخصصات التي ستفتح في التدريب التقني والمهني أو المصانع الكبرى التي ستفتتح»، لافتاً إلى أن هذه الفجوة جعلت الطلاب يدخلون تخصصات لا تتناسب مع سوق العمل «فعلى سبيل المثال لا تعلم الجامعات بخطط الجامعات الأخرى عن افتتاحها لتخصصات محددة وقدراتها أو عزم وزارة التجارة والصناعة لافتتاح مصانع محددة والتراخيص الممنوحة للمستثمرين أو خطط الهيئة العامة للاستثمار لمشاريع تنموية جديدة في منطقة تتواجد بها جامعة محددة أو عزم وزارة العمل عن قصر إحدى المهن على سعوديين أو خطة إحلال سعوديين في مهنة من المهن، وأفضل مثال لذلك بعثات وزارة التعليم العالي لتخصص التجارة الالكترونية على رغم عدم وجود رؤية واضحة في سوق العمل التجاري في القريب العاجل للدخول في عالم التجارة الالكترونية.